سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة تتنازل رسميا عن شركة "ألفير" للزجاج للمجمّع الإيطالي "سانت قوبان" مقابل 5 ملايين أورو!! بعد جولة مفاوضات ماراطونية دامت 3 سنوات تخلّلتها احتجاجات العمّال
نزل قرار الحكومة القاضي ببيع الشركة العمومية لصناعة الزجاج "ألفير" بوهران، كالصاعقة على مسامع العمّال ونقابتهم، خصوصا بعد الارتياح الذي كان مسجّلا في الفترة الماضية بسبب تداول أخبار شبه رسمية عن تراجع الحكومة عن قرار الخوصصة ومسح الديون المتراكمة على عاتق الشركة.
أفادت مصادر نقابية مؤكّدة ل "الشروق"، أنّ مجلس مساهمات الدولة أبرق للشركة خلال اليومين الماضيين، قرار تصفية مؤسّسة "ألفير" للزجاج الكائن مقرّها بطريق السانيا بوهران، وبيعها للمجمّع الإيطالي المسمّى "سانت قوبان" الذي هو فرع تابع للمجمّع العالمي الفرنسي الرائد في صناعة الزجاج، هذا القرار أخلط أوراق كلّ المعنيين بهذه المؤسّسة على رأسهم أزيد من 500 عامل يجهلون مصيرهم من بينهم 80 عاملا تمّ إدماجهم في الفترة الأخيرة في إطار عقود ما قبل التشغيل، وبناء على هذا القرار الصادم وغير المتوقّع فقد عقدت زوال أمس، نقابة المؤسّسة جمعية عامّة طارئة للتباحث حول المستجدّات وتحديد الخطوات التي سيتّم إتّباعها خلال الفترة المقبلة، وقد حضر هذا الاجتماع كلّ المعنيين من بينهم مسؤولو المجمّع "إينافا" التابعة له مؤسّسة "ألفير" ونقابة العمّال بحضور المحضر القضائي، فيما من المقرّر عقد اجتماع آخر مع المالك الجديد للمؤسّسة المتمثّل في مجمّع "سانت قوبان" الإيطالي اليوم للاتفاق على الكثير من النقاط التي لاتزال مبهمة، وأبدى العمّال امتعاضهم الشديد من قرار بيع المؤسّسة والتنازل عنها بعد جولة من المفاوضات الماراطونية التي دامت قرابة الثلاث سنوات أي منذ سنة 2007، وتميّزت بالكثير من الشدّ والجذب خصوصا وأنّ العمّال شنّوا عدّة احتجاجات وراسلوا الحكومة حول تمسّكهم بالمؤسّسة ورفضهم للتعويضات الزهيدة التي أقرّها مجمّع "سانت قوبان"، إذ أبدوا تخوّفات جادّة حول مصيرهم في الفترة المقبلة، والغريب في الأمر أنّ المفاوضات بعد ما ظنّ الجميع أنّها وصلت إلى باب مسدود وتوقّفت نهائيا، كانت تسير مسرى النار تحت التبن، إذ حصلت النقابة سابقا على معلومات شبه رسمية "أنّ قرار تنازل مجلس مساهمات الدولة عن الشركة، تمّ تجاهله تماما وأنّ الحكومة قرّرت مسح ديون الشركة وإطلاق استثماراتها من جديد"، لكنّ الحاصل والمفاجئ أنّ قرار البيع أمضي رسميا، وكان العمّال "كالأطرش في الزفّة" إلى أن تمّ إبلاغهم به في غضون الأيّام القليلة الماضية، وحسب ما ذكرته ذات المصادر فإنّ المجمّع الإيطالي "سانت قوبان" الذي كان حريصا أشّد الحرص على الحصول على هذه الصفقة على الرغم من علمه بالألغام الموجودة بالملف على رأسها رفض العمّال الذي تجسّد في إغلاق أبواب المؤسّسة في وجه ممثّل المجمّع الذي قدم إلى وهران للتفاوض...، قام "بشراء المؤسّسة بمبلغ زهيد" حسب ما سبق وأن اعترضت عليه نقابة العمّال لا تفوق قيمته 5 ملايين أورو مقارنة بالقيمة الحقيقية للشركة بجميع ممتلكاتها ووسائلها، وهو ما يمثّل مكسبا حقيقا للمالك الجديد.