قرأت ذات يوم أن الكتابة فعل خالص وانفجار.. وهي فعلا كذلك في حالتنا نحن العرب وأنا بالذات، لأن اسمي يقترن بالعروبة ولا اعرف كيفية التخلص منه حتى أني فكرت جديا في مقاضاة والدي، لأنه كبلني بهذا الإسم الذي يضعني تحت طائلة الضياع أينما حللت و ارتحلت.. اسمي العربي المقترن بالعروبة وأمجادها الضائعة في بحور الشعر وأوحال العزة المزيفة . * لاتتهموني بالعقوق أو الجنون، لأن متابعة شؤون كرة القدم تدخلك في متاهة أخطر من الجنون وتجعلك منك فردا خارج حدود الإنسانية، خاصة إذا كنت عربيا تعيش الوهم الذي يبيعه لنا صناع القرار والمتحكمين في عقولنا التي حادت عن طريق العلم والتفتت حول سخافات الكرة. * سخافات جعلت أحدهم يقول أن هناك مؤامرة حيكت من أطراف داخلية لإيقاف فريقه في الدور قبل النهائي من المنافسة القارية.. وأدت بنظيره في بلاد عربية أخرى إلى اتهام التحكيم بالمحاباة فسرقت الكأس الإفريقية منه وأعطيت لفريق أسمر.. وهي التهمة نفسها التي أعلنها فريق عربي آخر من معقل العروبة ضد الفريق العربي المسروق في النهائي..! * الصورة تلخص مشهد الهوان وتتعزز أكثر عندما تشاهد ذلك الفريق الأسمر إلى جانب انتير ميلانو على منصة التتويج ينال فضية مونديال الأندية في أبو ظبي.. مكانة لم يصلها العربي القادم من معقل العروبة.. ولم يحلم بها المسروق في النهائي.. ولم يفكر فيها ذلك الذي اتهم أبناء بلده بالمؤامرة.. فلتك هي أحوالنا يا سادة مجرد بائعي كلام ومسوقين للسخافة بكل أنواعها خدمة لأولياء الأمور وقضاياهم العائلية واللعب على الكرة لتخدير شعوب مغلوبة على أمرها، لأنها تعبت من مشقة الجري وراء ضروريات العيش.. شعوب بلا مسكن ولا زواج.. ولا تعليم ولا صحة.. ولا منفذ لها إلا كرة القدم ومع ذلك يصر السادة رؤساء الأندية في بلدان العزة والكرامة على إيهامنا بأنهم يعملون ويتطوعون وينفقون من مالهم الخاص لوضع قطار الكرة العربية على سكة الاحتراف المؤدي إلى العالمية.. احتراف بالكلام المعسول والوعود الزائفة.. وفي المحصلة لا نجد غير النكسات والنكبات التي تلونت هذه المرة بلون مازيمبي الذي قهر العرب جميعا وصار من كبار العالم وترك لنا متعة الفرجة المبكية.. فهل العزة التي تتحدثون عنها في كرة القدم، أم هي شعار فقط لتغطية نواياكم الحقيقية في تصدير المزيد من البؤس إلى الشعوب باسم الكرة. آخر الكلام: عفوا أبي.. مقاضاتك لن تعيد لي عزتي وكرامتي.. ولن تتطور كرة القدم العربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.