عبر سكان حي عايدة علي، الواقع على بعد أمتار من بلدية قرواو، التابعة إقليميا لدائرة بوفاريك، شرق ولاية البليدة، عن استيائهم وامتعاضهم الشديدين جراء الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات دون أن يطرأ عليهم أي تغيير نحو الأحسن، ليبقى الحي مجرد وعاء انتخابي يخيم عليه سراب الوعود المستهلكة على مر المجالس المتعاقبة . * وتعتبر معضلة المياه الصالحة للشرب هاجسا يؤرق السكان منذ سنين خلت والتي يدفع الأطفال فاتورتها بعدما تصلّبت عضلاتهم من حمل الدلاء وأصبحت أحلامهم لا تتعدى اقتناء لترات من الماء لإطفاء ظمأ عائلاتهم، فيما اقتصرت ظاهرة كراء الصهاريج المقدر ثمنها ب500دج على بعض العائلات المرتاحة ماديا. * سكان حي عايدة علي لم يحرموا فقط من حقهم في شرب الماء، الذي تتيه بأطفالهم المسافات غياب مصدر مستقر له وإنما حرموا أدنى شروط الحياة الكريمة التي تليق بالإنسان أمام انعدام قنوات الصرف الصحي، حيث يتم تحويل مياه الصرف الصحي بالطرق التقليدية وحفر الخنادق عبر مسالك تنتهي عند أحد الوديان مما أصبح يشكل كارثة بيئية جراء الروائح الكريهة المنبعثة وكذا مصدرا لتجمع الحشرات والحيوانات المؤذية الوبائية. هذا ويزداد وضع المجاري سوءاً عند تساقط الأمطار، إذ يرتفع منسوب المياه القذرة محدثا وضعا قذرا لا يطاق ومشكلة خطرا على حياة العائلات والأطفال، خاصة الذين وجدوا في هذه المياه القذرة مكانا للعب وسطها. أما الحديث عن الغاز الطبيعي فيعتبره السكان من المحرمات الممنوع عليهم الخوض فيها، لأن غاز البوتان بالكاد يصل ويواجهون ظروفا قاسية في جلبه. خاصة مع فصل الشتاء، إذ يعانون ندرة في هذه المادة ويصل سعر القارورة إلى 260 دج، الأمر الذي اضطر عديد العائلات معدومة الدخل. العودة قرونا إلى الوراء باعتمادهم على الحطب في التدفئة والطبخ. وأورد سكان الحي في حديثهم ل»الشروق« أنّهم تقدموا بعدّة مراسلات منذ العام 2004، في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة، مقابل إبداء استعدادهم الكامل في تسديد مستحقات تكلفة مشروع ربطهم بالغاز الطبيعي والكهرباء، غير أنّ نداءهم لم يلق آذانا صاغية، موضحين أنّ الظلام الدامس ساهم في انتشار جماعات المنحرفين وتدنّي مستوى الأمن بالمنطقة. ومما زاد احتقان المواطنين بالحي، وعيهم أن التنمية المحلية أصبحت أولى الأولويات التي تكرّس لها الدولة ميزانيات ضخمة ولم يعد في نظر هؤلاء من مبرر لبقاء نقائص كغياب المياه الصالحة للشرب والكهرباء والغاز وشبكة الصرف الصحي. * *