كشفت جمعية البياطرة لدائرة العلمة عن عملية احتيال واسعة يقوم بها بعض المربين للماشية والذين يلجأون إلى استعمال غير عقلاني للأدوية من أجل تحقيق الربح السريع على حساب صحة المستهلك الذي يبقى عرضة لأمراض خطيرة منها السرطان والسل والعجز الجنسي عند الرجال. * تؤكد مصادرنا البيطرية أن هناك عملية احتيالية في استعمال أدوية الماشية الدواجن هدفها تسمين الحيوان والتعجيل في نموه لعرضه للبيع لكن في المقابل تشكل العملية خطرا كبيرا على صحة المستهلك، حيث يلجأ بعض الفلاحين إلى استعمال أدوية معينة دون استشارة الطبيب البيطري ودون تقدير تبعات هذه الخطوة التي قد تتسبب في وفاة المستهلك للحوم الحمراء والبيضاء. * وحسب الدكتور ناصر سليم رئيس جمعية الأطباء البياطرة لدائرة العلمة فإن عدم احترام قواعد العلاج يؤدي إلى خلق جراثيم مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية تقريبا، فتصبح لا تستجيب لأي نوع من أنواع العلاج وهذا يشكل خطرا كبيرا على الثروة الحيوانية مستقبلا في حال عدم توصل المخابر العالمية إلى إنتاج أدوية جديدة، كما أن مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية والذي يعرف علميا ب ( antibioresistance). * يمكن أن يكون خطرا على صحة الإنسان لأنه في حالة إصابته بهذه الجراثيم المقاومة فإن علاجه يصبح صعبا جدا كما هو الحال بلنسبة لمرض السل والذي لم يعد يستجيب للعلاج وبدأ في العودة مجددا بعد أن كاد يختفي في السنوات الماضية. والمثير للدهشة أن احتيال بعض الفلاحين قد يتسبب في إصابة الرجال المستهلكين للحم بالعجز الجنسي، وقد تتحطم حياتهم الزوجية وكل ذلك بسبب هرمونات تستعمل بطريقة احتيالية، وفي هذا الشأن يقول الدكتور ناصر سليم هناك من يستعمل الهرمونات الأنثوية كحقن للعجول، مما يقلل كثيرا من نشاطها الجنسي ويؤدي إلى سرعة نموها وسمنتها ويكون له نفس المفعول على الإنسان بعد استهلاك لحم العجول الذي يعد من أسباب العجز الجنسي لدى الكثير من الرجال. ويؤكد المختصون ان فترة علاج الحيوان هي الأخرى لها تأثير على صحة المستهلك خاصة أن بعض الفلاحين المحتالين لا يحترمون هذه المدة ويفضلون التعجيل في بيع ماشيتهم قبل انحلال الدواء في أجسامها، وهنا يقول الدكتور سليم ناصر إن عدم احترام المدة اللازمة كي تختفي كل جزيئات الدواء من جسم الحيوان قبل أن يوجه للإستهلاك يشكل خطرا على الصحة العمومية وكمثال على ذلك إستعمال M . L . A T . وهو مضاد حيوي يستعمل كحقن عند العجول والبقر الحلوب في حالة الإصابة ببعض الأمراض التنفسية والتي تتطلب فترة انتظار تقدر ب 21 يوما قبل ذبح الحيوان أما عند البقرة الحلوب فيجب التخلص من أربعة عشرة حلبة أي ما يعادل سبعة أيام كاملة. * كما توجد بعض الأدوية موجهة إلى نوع معين من الحيوانات فقط كالخيول ولا يمكن أن تستعمل للحيوانات الموجهة للاستهلاك لأنها مضرة بصحة الإنسان مثل phénylbutazone الذي يستعمله البعض لتقوية بنية العجل بالرغم من أن له انعكسات سلبية على المستهلك. وأمام تنامي مثل هذه الظواهر أطلقت جمعية الأطباء البياطرة لدائرة العلمة هذه الأيام حملة تحسيسية واسعة من أجل توضيح الخطر الكبير الذي يشكله الاستعمال غير العقلاني للأدوية البيطرية على صحة المواطنين، وتمس الحملة خاصة المناطق التي اشتهرت بتربية الماشية والدواجن حيث يلجأ بعض الفلاحين إلى استعمال الأدوية دون استشارة الطبيب البيطري غير آبهين بما يشكله ذلك من خطر على صحة الإنسان والحيوان على حد سواء. *