لم تكن السهرة السادسة من مهرجان جميلة بسطيف عادية بجميع المقاييس حيث كان إدراج إسم ملك الراي "الشاب خالد" كافيا لإحداث حالة طوارىء حقيقية بمدينة عين الفوارة التي هاجت وماجت منذ الأمسية تحسبا للموعد الأهم على الإطلاق في برنامج التظاهرة لغاية اليوم السادس، بعدما شهدت نقاط بيع التذاكر إقبالا كبيرا من الشباب رغم "التبزنيس" الذي وقع في هذه العملية لدرجة أن التذاكر التي اقتنها بلدية سطيف (05 آلاف تذكرة) على أساس أن توزع مجانا بيعت بأكثر من 800 دج (سعرها الأصلي 500دج). نصر الدين معمري وقد بلغ الضغط الجماهيري على المسرح الروماني مداه الأقصى بعدما نزل الشباب إلى وقع الحدث أفواجا أفواجا، الأمر الذي خلف صعوبات كبيرة لدى الجهات المنظمة وقوات الأمن والدرك الوطني التي استعانت بالكلاب البوليسية قصد السيطرة على الوضع الذي جعله خالد "استثنائيا جدا". وبالنظر إلى الهاجس الذي خيّم على الجهات المنظمة، بسبب تعطل الرحلة التي كان على متنها الشاب خالد من فرنسا إلى بجاية وقدومه برا إلى سطيف (من بجاية)، فقد كانت المفاجأة كبيرة لما وصل خالد الذي فضل النزول مباشرة بكويكول دون المرور على عاصمة الولاية، غير أن السحاب الذي خيم على المنطقة والأمطار الغزيرة التي سقطت حالت دون انطلاق الحفل في الوقت المحدد، وظلت الجماهير الغفيرة تنتظر الشاب خالد الذي عاد إلى جميلة بعد 20 سنة من الغياب، حيث غنى آخر مرة في أول طبعة للمهرجان سنة 1986، وبحلول الساعة الثانية عشر ليلا (منتصف الليل) انطلق الحفل الذي قدّم فيه خالد كل ما عنده أمام تجاوب قياسي للجماهير وبحركاته (غير العادية) المألوفة استطاع خالد أن يتواصل مع محبيه لغاية ساعة متأخرة من الليل، لكن للأسف في ظل مقاطعة غالبية الصحافيين الذين غادروا السهرة بمجرد انطلاقها احتجاجا على سلوكات عناصر الشركة الخاصة للحراسة "VIGIL" الذين أصبحوا "جنرالات" يأمرون ويُطاعون (ولا أحد يتكلم) وحالوا دون أداء رجال الإعلامهم لمهامهم في التغطية.