مازال جارنا أمير المؤمنين لا يتورع عن التعبير عن الحنين الذي يشده كما يشدّ البعض للسقوط من فوق إلى شرب كأس شاي (أخضر) في تندوف وبشار، بعد أن شربه في الصحراء الغربية خاصة بعد أن لاحت فيهما بصمات الحديد والغاز. وربما حتى إلى ما أبعد ذلك من زوج بغال (الجزائري ونظيره المغربي) وحتى تومبكتو، وربما إلى حدود نهر السينغال باستعادة مجد تاريخي هواه الزمان! ورغم ذلك، فإن أحدا من العرب والعجم لم يكلف نفسه تذكير مولانا الأمير بأن ما فات مات والأحسن آت! أسوق هذا الكلام لأن حادثة المحاضرة (وليست المروحة) التي قدمها مسؤول إيراني في إطار سياق تاريخي وهو يتحدث عن ماضي دولة البحرين حين كانت تابعة للإمبراطورية الفارسية أيقظت نخوة العربان، فامتطى الملك الشاب الآخر في الأردن الحصان بعد أن سبقه آخر فرعون في مصر فطارا إلى المنامة (العاصمة البحرينية) وقابلا ملكها بالأحضان! وأقسما له بأغلظ الإيمان بأن (البحر والبحر) أي البحرين عربيتان ولا تبديل للكلام، وأن ملالي طهران لا يفقهون ومذنبون إن فكروا مثل صدام. وهو الذي قتل نفسه بنفسه بعد أن عصى اليد التي كانت تطعمه في الكويت، وضمها من دون محاضرة على الطريقة الإيرانية معلنا أنها أصبحت المحافظة (أي الولاية) العراقية 19! الفرق بين الموقف العربي في حالة الطمع المغربي ومن الطمع ما جنى على الضبع والسبع وحالة الطمع الإيراني (إن كان صحيحا وموجودا في الأصل) أن العرب يلتزمون السكوت في الأولى بدعوى أن الجزائر مثلا قادرة على الوقوف الند للند.. وصاحباها يقولان إنهما لا حاجة لطرف آخر يتوسط بينهما، فهما يتحدثان كما يصرحان (بالهاتف غير الأحمر) في كل وقت.. وربما حتى بعد منتصف الليل! وفوق كل هذا فالخلاف بين عربين جارين! وفي الثانية تحركوا لأن إيران المرشحة لكي تكون القوة النووية والعلمية في منطقة الخليج معتمدة على ثورة إسلامية عاداها القريب قبل البعيد باستطاعتها بلع ثلاثة بحور وليس بحرين فقط خاصة أن 60 بالمائة من سكانها شيعة! وعندما يقفز بعض الحكام العرب على طريقة عباس (الفلسطيني) وراء المتراس وهو يصقل سيفه حتى دخل السارق (إسرائيل) بيته كما في تلك القصيدة الشهيرة، لنجدة البحرين، ولم يفعلوا ذلك عند الحرب على غزة، إن لم يتواطأوا ضدها، فإن ذلك يهدف إلى أمرين: الأول: التعويض عن حالة الوطن التي خلفت احتقانا شعبيا ضدهم تترحمها المسيرات الممنوعة. الثاني: توجيه الأنظار نحو عدو آخر خارج إسرائيل لتجنيد شعوبهم ضده وإلهائهم.. تماما كما يفعل جارنا الذي يرمي مشاكلهم علىالاخر