أعلنت السلطات الفرنسية وقوفها إلى جانب مساعي المغرب الرامية في تطبيع العلاقات بين الجزائر والرباط، والتي دخلت مرحلة من الجمود منذ منتصف التسعينيات، ميزها غلق الحدود البرية بين البلدين. * فقد رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بدعوة العاهل المغربي، محمد السادس، إلى "تذليل العقبات" الدبلوماسية التي تعترض النهوض بالعلاقات بين الجزائر والرباط، في الرسالة التي بعث بها محمد السادس إلى الرئيس بوتفليقة بمناسبة حلول الذكرى ال49 لعيد الاستقلال والشباب. * وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، في تصريح أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، فرانس براس أمس: "إننا نرحب بعزم الملك المغربي وحرصه على تجاوز العقبات الدبلوماسية مع الجزائر، بما يضمن بناء مغرب عربي موحد ومزدهر". * وكان العاهل المغربي قد جدد حرصه على تمتين علاقات بلاده بالجزائر في برقية للرئيس بوتفليقة جاء فيها: "أؤكد لكم حرصي القوي على مواصلة العمل سويا معكم من أجل تجاوز العوائق الظرفية والموضوعية لإعطاء ديناميكية جديدة لعلاقات التعاون المثمر والتضامن الفعال بين بلدينا"، وهي الدعوة التي ترد عليها السلطات الجزائرية. * وعبّر المسؤول الفرنسي عن رغبة سلطات بلاده في انجلاء قريب للغيوم من سماء العلاقات الثنائية، وقال رومان نادال: "نحن نتطلع إلى رؤية تقارب قوي بين الجزائر والمغرب، باعتبارهما بلدان تربطنا بهما علاقات خاصة ووثيقة". * وأضاف الناطق باسم الكيدورسي إن "استمرار الجمود في العلاقات بين الجزائر والمغرب، يشكل عقبة أمام بناء مغرب عربي متكامل ومزدهر، مثلما نتمناه وتتطلع إليه ربيع الثورات العربية والمغاربية على وجه التحديد". * وشهدت العلاقات بين الجزائر والرباط نوعا من الحركية في الأشهر الأخيرة، ميّزتها بعض الزيارات المتبادلة لوزراء في حكومتي البلدين، غير أن هذا التقارب لم يشفع لدى السلطات الجزائرية في تغيير موقفها الرافض لفتح الحدود البرية المغلقة منذ منتصف التسعينيات، ما تسبب في سقوط المناطق الشرقية للمملكة المغربية في دوامة من الفقر، علما أن هذه المناطق كانت قد ازدهرت بفعل تهريب السلع والمواد الغذائية والبنزين من الجزائر. * وليست هي المرة الأولى التي تغازل فيها السلطات المغربية نظيرتها الجزائرية من أجل فتح الحدود البرية، وقد تعدت هذه المحاولات في بعض الأحيان الأعراف الدبلوماسية، من خلال القيام بمبادرات انفرادية الغرض منها إحراج السلطات الجزائرية للرد بالمثل، غير أن الجزائر أكدت في أكثر من مناسبة أن تطبيع العلاقات الثنائية وفتح الحدود البرية، يجب أن يتم ضمن جملة من الإجراءات. *