تحدى المغني لطفي دوبل كانو، الجميع، وفي مقدمتهم السلطات، أول أمس، حين قرر افتتاح وصلته الغنائية بحفلات بلدية وهران لعيد الاستقلال، بأغنيته اللاذعة جدا، "قولوا للحكومة" وهي الأغنية التي أتبعها وسط تصفيقات كبيرة من الجمهور، ومعظمهم من الشباب، بأخرى أكثر تطرفا في النقد عن السلطة ومن يمارسونها. * أثبت مجددا لطفي دول كانو، ابن مدينة عنابة، أنه سيّد الأغنية الممنوعة في الجزائر، والمرفوضة من طرف السلطات التي بلعت انتقاداته على مضض بمسرح الهواء الطلق بوهران، خصوصا عندما قطع لطفي أغنيته الثانية وقال متسائلا: "إذا كان الوالي موجودا، فأنا أعتذر منه لكن هذه هي طريقتي في الدفاع عن الشباب الزوالية، وان لم يشأ أحد المسؤولين فليغادر"! * دوبل كانو نجح في التحكم بالجمهور، وخصوصا الحمراوة الذين جلسوا مشدودين حتى وهم يستمعون إلى أغنيتين هادئتين، عن الأم، وأيضا فلسطينالمحتلة، بطريقة أثبت فيها لطفي أن المشكلة حين يتمرد الجمهور أحيانا ويخرج عن النص، يتحملها الفنان الموجود على الخشبة أكثر من الشباب الملتفين حوله في المدرجات، وهنا، لم يجد غير نقد بعض من مرّوا على المسرح سابقا، وتحديدا بعض الأغاني الخارجة عن النص، حين قال، سأغني عن الدين وفلسطين، ردا على من غنت هنا قبل أيام حول "بنات طريق الكورنيش"، في إشارة مباشرة لجميلة الرزيوية! * وبعيدا عن السلطة والسياسة في الجزائر، أعاد لطفي رفقة صديقه زينو على المنصة، القلوب جميعا للحظة أم درمان التاريخية، وانتقد المصريين قائلا لا تسامح معهم، وفي مقدمتهم إعلام الفتنة، وأيضا بعض المغنيين أمثال نانسي عجرم، وهي الأغاني التي تفاعل معها الجمهور كثيرا، خصوصا بعدما قطعها ابن عنابة مجددا، ليخاطب الجمهور قائلا: "على الشباب أن يختار بنات العائلات للزواج، أما من يريد غير ذلك، فله أن يجلب راقصة مصرية"! * ورغم إلحاح الجمهور على لطفي أن يغني بلاد ميكي، إلا أنه رفض بدبلوماسية، أو كأنه استجاب لتحذير مسبق من زيادة غضب الجمهور، خوفا من تكرار أحداث ڤالمة، والتي وصفها لطفي دوبل كانو بالمزعومة قائلا: "يريدون وضعي على قائمة المشاغبين، لكنني أقول لهم لن تنجحوا في جعلي مواليا للنظام أبدا" مضيفا : "لست هنا لإثارة الشغب، لكن هؤلاء الشباب الزوالية والشومارة يحتاجون إلى عمل وسكن، امنحوهم حقوقهم وسأتوقف عن الغناء بهذا الأسلوب". * سهرة لطفي دوبل كانو حققت نجاحا منقطع النظير لدرجة أن الأمن أحاط به من كل جانب، عقب محاولة البعض الصعود إلى المنصة لتقبيله، وهو الأمر الذي نجح فيه أحد الشباب قبل سحله من طرف مصالح الأمن بالقوة إلى خارج المسرح، لينهي لطفي وصلته الموسيقية بعد ساعة و20 دقيقة، تخللتها مفاجأة كبيرة حين احتفل الجمهور بعيد ميلاه على المسرح، وغنوا له جميعا، وهو الموقف الذي رد عليه لطفي دوبل كانو بشكل كوميدي قائلا: "واش حابين تخطبولي في وهران"؟!