ينتظر أن تنطلق في الأيام القادمة من الشهر الجاري محاكمة المتورطين في القضية باقتناء المركز الاستشفائي الجامعي فرانتز فانون في البليدة لأزيد من 800 مكيف هوائي من لدن 20 تاجرا لا تتوفر فيهم صفة التجار لبيع مثل هذه المواد، هذه الصفقات المشبوهة حسب معلومات متطابقة دفعت بالجهة المحققة إلى توجيه تهم، إلى المسؤول الأول بإدارة المستشفى والذي يقضي حاليا عقوبة السجن في قضية أخرى تتعلق بالمستشفى ذاته، وموظفين معنيين مباشرة بالمحاسبة، وعقد الصفقات إلى جانب الممولين المعنيين، تمثلت في إبرام عقود مخالفة للتشريع وتبديد أموال عمومية زادت عن 14 مليار سنتيم واستعمال المال العام في أغراض شخصية والتضخيم في الفواتير. فيصل هارون وقائع القضية تعود إلى صائفة عام 2000 عندما أبرمت إدارة مستشفى فرانتز فانون صفقات شراء مكيفات هواء من نوع »هايير« من زبائن فقد عدد منهم صفة بيع مثل هذه المواد، الصفقات جاءت بناء على طلبات احتياج تقدمت بها مصلحة أمراض القلب والأمراض الداخلية، حيث كشفت مصادر مؤكدة أن المدير العام السابق قام بمعية طاقمه الإداري المعني بالمشتريات بإبرام صفقة صورية بلغت قيمتها مبالغ باهضة فاقت ال 14 مليار سنتيم مجزأة في شكل فواتير متفرقة لم تتجاوز الواحدة منها ال400 مليون سنتيم، لتجنب إخضاعها الى المناقصة التي يقر القانون بإجرائها في حال تجاوز المبلغ المذكور، حيث وصل التضخيم في قيمة هذه المواد ضعف قيمتها الحقيقية، إذ مقابل أن تساوي مجاميع فواتير خاصة باقتناء جزء من المكيفات وصل عددها 570 وحدة مبلغ 4.4 مليار سنتيم، جاءت قيمتها مضاعفة مساوية ل 8.8 مليار سنتيم، مع تفويت فرصة التركيب المجاني والتي أدخلت في الحساب بمقدار مالي يساوي 7000 دج و 10000دج، كما أن الممول الرئيسي في القضية تقول المعلومات أنه تحصل على نسبة 30٪ من عملية البيع، بعد أن تم الإتفاق مع المدير العام والمقتصد على تزويدهم بهذه المكيفات من غير اللجوء إلى إجراء المناقصة على أن يكون التسديد على مدى 08 سنوات لأن إدارة المستشفى لا تمتلك المبلغ الكامل لتسديد مستحقات تلك المواد، مستغلا في ذلك 20 سجلا تجاريا لتجار منهم من كان يمارس نشاط بيع الكتب والأدوات المدرسية والخردوات والعقاقير والألبسة ومواد البناء، بل أن عددا من محلات الممونين في واقع الحال مغلقة ولا تزاول فيها مثل هذه الأنشطة، كما كشفت معلومات تتعلق بالملف أن الممول الرئيسي للمكيفات يكون قد اشتراها من طرف آخر يوجد في حالة فرار، إذ وخلال عملية صيانة قامت بها مؤسسة »صوديمكو« للمستشفى والمختصة في صناعة وبيع الآلات الكهرومنزلية من نوع هاير، تم اكتشاف حقيقة هذه المكيفات التي وحسب مدير المؤسسة، فإن أحد الزبائن يوجد في حالة فرار حسب ما أشارت إليه المصادر ذاتها، تقدم إليهم بطلب وقام باقتناء أكثر من 1000 مكيف من المؤسسة ذاتها، مسددا قيمتها عن طريق شيك من غير رصيد ويختفي بعد ذلك، وهي المكيفات ذاتها التي اقتنتها إدارة مستشفى فرانتز فانون. من جانب آخر فإن مستشفى فرانتز فانون بالبليدة سجل في قضية مشابهة تبديد ما يزيد عن 10 مليارات سنتيم خصت صفقات مشبوهة مماثلة أبطالها الإدارة المعنية نفسها.