تحدثت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن إلغاء التعديلات المقترحة على قانون المحروقات هو "انتصار يعبر على القدرة على تدارك الأخطاء عندما يتعلق الأمر بمصلحة البلاد والأمة، خاصة في قطاعات ذات سيادة مثل المحروقات"، لكنها بالمقابل سجلت موقف الحزب من التناقضات الموجودة باعتبار قطاعات حيوية مثل المياه ومؤسسات القطاع العمومي لازالت مطروحة للخصخصة، حيث قالت "كيف يأتي أجنبي يراسل المواطنين في فواتير المياه على أنهم زبائنه ونحن في بلادنا". غنية قمراوي من جهة أخرى ثمنت حنون، بعد هجوم عنيف، كعادتها على صندوق النقد الدولي الذي يحدد السياسات الوطنية للبلدان المدينة له، رفع الأجور الذي تقرر، واصفة إياه بالانتصار ورفع الحاجز على المحرمات التي وضعها صندوق النقد الدولي، إذ تقررت تلك الزيادات من صندوق ضبط الإيرادات، مع أن تعليمات "الأفامي" صارمة في عدم المساس، كما يحمل دلالة أخرى بالنسبة لحزب العمال وهي "أننا نستطيع اللجوء لهذا الصندوق لتمويل مشاريعنا الوطنية عندما تتوفر الإرادة السياسية"، وقد ناضل حزب لويزة منذ سنوات لنزع صفة "القداسة" على هذا الصندوق. وانتقدت حنون الصيغة التي تقررت بها الزيادات في الرواتب "بأي معايير قررت، حيث حرمت فئة قطاع الإنتاج"، وقالت أن عمال هذا القطاع بقي مصيرهم في يد "تمار" وشركات المساهمة، التي أثبتت "بالدليل أنها تقف ضد مصلحة العمال والاقتصاد بدليل سياستها المنتهجة في خوصصة المؤسسات". والتحدي الحقيقي بالنسبة لحزب العمال يظل رفع الأجر القاعدي الوطني، لأنه وحده الذي يأخذ بالاعتبار غلاء المعيشة. وقالت حنون أن العمال لن يفرحوا كثيرا بهذه الزيادات، لأن "الأفامي" اشترط أن تكون الزيادات معتبرة في تسعيرات الطاقة سنة 2007، مما سيمتص الارتفاع النسبي في الرواتب. من جهة أخرى، لم توفر حنون مجهودا في التنديد بمنح تسيير مطار الجزائر الجديد لمؤسسة تسيير مطارات باريس، الشيء الذي اعتبرته "تنازل عن قطاعات السيادة"، موضحة أن مطار الجزائر كان يسير عددا من مطارات الجنوب ذات المردودية القليلة وذلك تقديما للخدمة العمومية وترقية مناطق الجنوب، أما الآن وقد اصبح المطار الجديد "الذي انتظرناه أكثر من 20 سنة" في يد "أ دي بي" الفرنسية فلن تدفع من أرباحها للخزينة العمومية قالت حنون، وكذلك انتقدت اعتماد نظام "أل أم دي" في التعليم العالي، لأنه يكرس الجهوية وينقص من قيمة الشهادات العلمية. وأثنت على موقف السلطات قبول المسلحين الذين ينزلون من الجبال، حيث قالت" ناضلنا من أجل إعطاء كل الحظوظ للسلم، ويجب تصور كل الحلول.. لا نريد ترك الجمار تحت الرماد، رغم أن ميثاق السلم والمصالحة متناقض في مضمونه"، إلا أن حنون ذكّرت بالعراقيل التي تضعها الإدارة في طريق تطبيقه، واعتبرت أن حزبها قدم موقفه من تعديل الدستور ضمن الرسالة التي بعثت بها إلى رئيس الجمهورية وأكدت فيها على بعض المسائل التي يراها الحزب مصيرية، في انتظار أن يفتح نقاش وطني بخصوصه.