اكتشف العالم الصليبي فجأة أن تشويه الإسلام بالإرهاب لم يزد هذا الدين سوى انتشار في الأوساط التي لم تنطل عليها هذه اللعبة أو المؤامرة، والأرقام التي تصدرها مراكز دراساتهم شاهدة على ذلك، حيث لم يعد خافيا على أحد أن عدد المنتسبين إلى الإسلام يزداد بالآلاف، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر التي احتفلوا بذكراها الخامسة قبل أيام. نسيم لكحل ولأن لعبة تشويه الإسلام بالإرهاب لم تعد تنطلي على أحد، فإن اللوبي الصليبي الصهيوني قرّر الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب على الإسلام والمسلمين، إنها مرحلة تخويف الناس من الإسلام كدين، بعدما فشلوا في تخويفهم من بعض المسلمين عندما صنفوهم في خانة الإرهابيين، ولما يحدث هذا، فإننا لا نستغرب أبدا مزاعم بابا الفاتيكان الجديدة بشأن الإسلام عندما يقول إنه دين عنف انتشر بحد السيف، والحقيقة أن هذا الكلام الذي لا يصدر عن عاقل، معروف جدا أنه يراد التغطية به على التاريخ وعلى الواقع، يريدون بهذه الحملات المتكرّرة وبهذه الادعاءات صرف نظر الملايين من العقلاء في هذا العالم، عن الجرائم التي يرتكبونها هنا وهناك.. إنهم يحاولون عبثا الانتشار باسم الدين بحد القنابل والصواريخ والدبابات والقنابل المحرمة دوليا.. أليس هذا ما فعلوه في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان وقريبا السودان؟! ليس غريبا أبدا أن تصدر هذه التصريحات عن البابا الجديد للفاتيكان، المعروف بميولاته وموالاته لليهود، وهو الذي رفع جملة من التحديات التي وجب مواجهتها منذ اليوم الأول الذي جلس فيه مكان الراحل يوحنا بولس الثاني، ومن بين هذه التحديات: صعود الإسلام وانتشاره الواسع في الغرب، في مقابل انهيار الكنيسة الكاثوليكية وتقلص أتباعها، خصوصا في الغرب نفسه، وعندما تصبح هذه هي التحديات التي يواجهها الألماني جوزيف راتسينجر (بنيدكت السادس عشر)، نفهم جيّدا لماذا يحقد على الإسلام وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الشكل المهين والمفضوح. تصريحات بابا الفاتيكان، ماهي في الحقيقة إلا الحلقة المفقودة في حرب متعدّدة الأوجه على هذا الدين، والتي بدأت "عسكريا" في عدّة مناطق من الخارطة العربية الإسلامية، ثم استمرت "إعلامية" بعد تفجر فضيحة الرسوم المسيئة التي ارتكبتها عدّة صحف أوروبية، ثم الوجه السياسي لهذه الحرب مجسد في تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تطاول على الإسلام عندما وصفه بالفاشية، ويأتي بنيدكت السادس عشر ليغلق الدائرة ويكشف الوجه الديني لهذه الحرب بتصريحاته الأخيرة.. إنهم يحرّضون على الإرهاب.. هذه هي حقيقة الحرب العسكرية والإعلامية والسياسية والدينية على الإسلام.. ولكنهم سيخسرون!