في الوقت الذي رفض قاضي التحقيق بمحكمة بوبني الضاحية الفرنسية طلب الإفراج المؤقت الذي تقدم به محامي الشاب مامي بحجة وجود دلائل وقرائن تؤكد تورطه في التهم المنسوبة إليه والمتمثلة في الاحتجاز واستعمال العنف الإرادي، تناقلت الصحافة الفرنسية أول أمس قضية أخرى في نفس السياق بطلها مطرب راي يدعى "خليل .ب" وهويعمل بأحد الملاهي الباريسية، المطرب ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليه بتهمة أربعة اغتصابا ت وثماني محاولات اختطاف كلها ضد فتيات قاصرات، وحسب الصحافة الفرنسية فإن أربعا من الضحايا تعرفن على خليل.ب بصفته الجاني، بينما مازال هو يصر على نفي كل التهم المنسوبة إليه، وتأتي هذه القضية الجديدة لتزيد من تعقيد الأمور في قضية الشاب مامي، حيث وضعت مطربي الراي في فرنسا في عين الإعصار وقلبت ضدهم الرأي العام الذي صار ينظر اليهم كمرضى يعانون من اضطرابات جنسية بعد أن تحولوا إلى مادة دسمة لصفحة الحوادث في الصحافة الفرنسية وهو ما قد يؤثر سلبا على قرارات هيئة المحكمة التي من المنتظر ان تبت في القضية غدا الاثنين بعد العرض الجديد الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن المطرب والمتمثل في إطلاق سراحه بكفالة وبضمان أملاكه وجنسيته الفرنسية التي تحصل عليها أوتوماتيكيا بعد حصوله على وسام التقدير من الرئيس الفرنسي جاك شيراك نهاية 2003. وكانت القضية قد شهدت تطورات جديدة مع نهاية الأسبوع، حيث قامت الشرطة القضائية بإلقاء القبض على ميشال ليفي، منتج و"مناجير" المطرب بتهمة مشاركته في الجريمة بعد ان ورد اسمه في القضية ووجهت له تهمة "الامتناع عن المساعدة والتبليغ عن شخص في خطر"، وهو ما يجعله شريكا في الجريمة حسب القانون الفرنسي، وجاء في أقوال المدعية أن المنتج "ليفي" كان حاضرا مع المطرب حين تعرضت للضرب وحاول الاثنان إقناعها بالتخلي عن فكرة إيداع الشكوى باستعمال القوة، وحسب آخر المعلومات فإن الشاب مامي ومنتجه مهددان بما لا يقل عن سنة سجنا نافدا في حين لم تستبعد أطراف قضائية ان يقوم قاضي التحقيق بمحكمة "بوبني" بتكوين لجنة للتحقيق وإرسالها للجزائر بعد أن تأكد أن عملية الإجهاض تمت في فيلا مامي بالجزائر على يد طبيبين من معارفه، وحسب نفس المصدر فإن المدعية طلبت مبلغ مليون أورو كتعويض عن الضرر المعنوي والمادي الذي لحق بها. كما تجدر الإشارة إلى أن المنتج ميشال ليفيي يعتبر من كبار المنتجين في فرنسا واختص في تقديم المطربين المغاربة والراي عالميا، وتجمعه بالشاب مامي علاقة عمل وصداقة منذ عشرين عاما، ومن المصادفات الغريبة أن ضاحية بوبني التي يحتجز في سجنها مامي وليفي هي التي شهدت أول لقاء بينهما، حيث شارك مامي في مهرجان الراي لهذه المقاطعة الباريسة سنة 1986 فاكتشفه ميشال ليفي وتحول الى مناجيره وقدمه في ديسمبر من نفس السنة كنجم لأغنية الراي على خشبة قاعة الأولمبياد العريقة. وفي انتظار تحديد موعد المحاكمة، قامت الشركة المنتجة والموزعة للألبوم الأخير للشاب مامي "ليالي" بتأجيل إطلاقه إلى تاريخ لاحق، كما ألغيت كل نشاطاته الفنية لهذا العام، وهو ما يوحي بأن مستقبل أمير الراي أصبح بالفعل على كف عفريت. سمير بوجاجة