عبد الرحمن أمالو إذا كان الفرنسي لويس براي قد أعاد للمكفوفين علاقتهم بالحياة من خلال اختراعه الطريقة التي بواسطتها صاروا يتعلمون ويتواصلون، وهي الكتابة التي صارت تحمل اسمه ويستعملها المكفوفون في العالم كلّه، فإنّ عبد الرحمن أمالو، وهو متعدّد المواهب، حيث يؤلف في الموسيقى ويكتب الشعر، وحرصه على فعل الخير جعله يلتفت إلى فئة المكفوفين، وهي من الفئات المهمشة في واقعنا. * وانطلاقا من هذه الحقيقة، نذر نفسه لمساعدة هؤلاء على التواصل، فكان أن ساهم في إيصال نسخة المصحف الشريف بطريقة البراي إلى المكفوفين من خلال توزيعها على المساجد، الزوايا، دور الثقافة والشباب، حيث وزّع ما مجموعه 500 نسخة من القرآن. ويعكف عبد الرحمن أمالو حاليا على إنجاز سلسلة حول أركان الإسلام الخمسة، وكذا جمع مختارات من الحديث النبوي الشريف لتقديمها مجانا للمكفوفين بطريقة البراي وعلى أقراص مضغوطة. وفي سابقة في الجزائر، يفكّر أمالو في رسم بعض أشكال الحيوانات وغيرها وتقديمها في كتب البراي لصغار المكفوفين ليتمكّنوا من تكوين صورة عمّا يحيط بهم من عالم الأحياء والجماد. ويردّ عبد الرحمن أمالو اهتمامه بالمكفوفين إلى وجود عدد معتبر من هذه الفئة في عائلته الكبيرة التي تنحدر من مدينة أزفون بتيزي وزو. وقد لاقى ديوان (الكلمات والآلام) الذي نشره أمالو بطريقة البراي نجاحا باهرا، وترجم إلى سبع لغات، وتم توزيعه في الطبعات السابقة من الصالون الدولي للكتاب، وكذا المساجد والمراكز الثقافية، وحتى في فرنسا، بلجيكاوإسبانيا. كما قام أمالو بإنجاز كتاب (الموعظة الحسنة في تبسيط قواعد ديننا) لتعليم المكفوفين تعاليم دينهم، ووزعت بعض نسخ هذا الكتاب ببعض مساجد السعودية. ويشارك أمالو أيضا في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية محاضرا رفقة أحد الدكاترة المكفوفين للتحسيس بأهمية طريقة البراي، وقد كُرّم أمالو نظير هذه الأعمال من طرف بعض الجمعيات الوطنية وكذا من طرف معهد سرفانتس الإسباني الذي قام بالمساهمة في توزيع المجموعة الشعرية (الكلمات والآلام) في إسبانيا وبعض دول أمريكا الجنوبية الناطقة بالإسبانية. * في جانب آخر، ساهم أمالو في تأليف موسيقى المسلسل التلفزيوني "بين قلبين" الذي عرض شهر رمضان على القناة الرابعة للتلفزيون الجزائري، ويعود نجاح هذا المسلسل في جزء كبير منه إلى الموسيقى التي استوحاها مؤلفها من بيئة أزفون التي تدور داخلها أحداث هذا المسلسل، كما قدّم للمكفوفين أيضا أشرطة (سي دي) موسيقية، وقام بكتابة عناوينها بطريقة براي ليسهل على المكفوفين استعمالها. وكشف عبد الرحمن أمالو في لقاء جمعه بالشروق، أنّه لن يتأخّر في دعم فئة المكفوفين، لأنه يعتبرها من الشرائح الأكثر تهميشا ومعاناة في الجزائر.