عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة إلى صنعاء بشكل مفاجئ بعد غياب استمر أكثر من ثلاثة أشهر لتلقي العلاج في السعودية فيما تدور معارك عنيفة بين معارضيه ومناصريه اوقعت اكثر من مئة قتيل منذ الأحد الماضي. وقال مصدر ملاحي لوكالة الأنباء الفرنسية ان صالح وصل الى مطار صنعاء حوالى الساعة الثانية صباحا بتوقيت غرينتش * وفور الإعلان عن عودته، بدا مناصروه إطلاق النار ابتهاجا خصوصا في الشطر الجنوبي من العاصمة الخاضع لسيطرة الجيش. وفي الوقت ذاته، قامت الوحدات العسكرية المؤيدة للرئيس صباح الجمعة بقصف حي الحصبة شمال صنعاء، مقر الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر بالقذائف والأسلحة الثقيلة، كما دارت مواجهات بين أنصار الأحمر ومسلحين تابعين للشيخ صغير بن عزيز المؤيد للرئيس اليمني، وفقا لمصادر قبلية. وكان صالح الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية منذ كانون شهر جانفي الماضي تتهمه بالفساد والمحاباة، توجه للعلاج في الرياض في 4 جوان غداة إصابته بجروح خلال هجوم في قصره في صنعاء. يذكر ان صالح اصيب بجروح في انفجار في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء في الثالث من جوان ، وظهر للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون اليمني في السابع من جويلية بحروق في الوجه والضمادات تغطي يديه. وقد وضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ جانفي الماضي، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. وكان امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أعلن أثناء مغادرته اليمن قبل يومين ان الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق. واضاف "حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن". وقد اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي الخميس ان اليمن يقف عند "مفترق خطير جدا وحساس". ولفتت الى ان بعثة للامم المتحدة الى اليمن في جوان الماضي خلصت إلى ان النظام اليمني "يستخدم قوة مفرطة" لقمع التظاهرات ما يسبب "خسائر فادحة" في الارواح.