اختارت صحيفة الغارديان البريطانية الشاعر السوري المتمرد أدونيس كأقوى مرشح لنيل جائزة نوبل للآداب، وكان لموقفه من نظام بشار الأسد ورسالته إليه شأن كبير في حسم الموقف لصالحه، غير أن أدونيس وفي تصريح سابق للشروق اليومي وصف جائزة نوبل بالتافهة وبأنها لا تزيد ولا تنقص في الإبداع شيئا. * وحين سألت الشروق اليومي أدونيس عن جائزة نوبل للآداب، رفض الأخير الخوض في هذه الجزئية ، كما أنه لم يعلق في المقابل على ارتباط اسمه بها منذ 1988و اكتفى بقول: "لطالما تحاشيت الكلام عن الجوائز بشكل عام وجائزة نوبل بشكل خاص، لأن اسمي اقترن بها لسنوات، وما زلت متمسكا بالموقف نفسه منها. وفي هذا الصدد توصلت إلى أن الجوائز مهما كانت عظيمة ومهما كانت أبعادها فإنها لا تزيد ولا تنقص من القيمة الإبداعية لأي شخص.". * وفتح أدونيس النار في السياق، على ما أسماه "فوبيا الجوائز" في الوطن العربي، رافضا مجرد التفكير في إجراء مقارنة بين واقع الشعر في البلدان العربية والبلدان الأوروبية، واصفا حالة الشعر والشعراء في الوطن العربي بالتهميشية، مفضلا الالتفات إلى الإنتاج الكتابي كمردود معرفي وثقافي دون إلباسه أي ثوب حتى ولو كان "نوبل". * غير ان اسم أدونيس اليوم مرشح أكثر من ذي قبل لنيل هذه الجائزة التي وصفها بالتافهة ويبدو أيضا أن الربيع العربي وسقوط الأنظمة العربية ، قد صب في صالح الشاعر السوري ، كما وضعت وكالة لادبروكس اسمه على قمة لائحة الفائزين وبفارق واضح مع منافسه الشاعر السويدي توماس ترانسترومر. * وكان الشاعر السوري "ادونيس" قد دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى أن "يفتدي" أخطاء تجربة حزب البعث الحاكم وان "يعيد الكلمة والقرار إلى الشعب" السوري. * مشيرا في رسالة مفتوحة وجهها اليه عبر صحيفة السفير اللبنانية : "حزب البعث العربي الاشتراكي لم ينجح في البقاء مهيمنا على سوريا بقوة الإيديولوجية وانما بقوة قبضة حديدية امنية". * واضاف "وتؤكد التجربة ان هذه القبضة (...) لا تقدر ان تؤمن الهيمنة إلا فترة محدودة (...) ولا تقدم للشعب الذي تهيمن عليه الا التفكك والتخلف إضافة إلى الإذلال واستباحة الكرامة البشرية". * وتابع ادونيس الذي يقيم خارج سوريا "لم يعط (الحزب) اية مكانة للانسان بوصفه انسانا (...) لم يبن الحزب جامعة نموذجية واحدة (...) عرقل نمو الثقافة المدنية الحرة، ودمر اخلاق البشر مقيما الثقافة على الولاء له وعلى معاداة اعدائه، وعلى الشعارات التبشيرية التي كانت في معظمها سطحية وساذجة". * وتطرق ادونيس إلى المادة الثامنة في الدستور السوري التي تنص على ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو "الحزب القائد للدولة والمجتمع"، وقال ان هذه المادة لم "تعد ترضي الاغلبية الساحقة من السوريين، ولم يعد للتشبث بهذه المادة أي مرتكز إلا العنف. وهو عنف لا يمكن أن يدوم، لا يمكن لأية قوة عسكرية مهما كانت مدججة أن تتغلب على شعب، مهما يكن أعزل". * واضاف "يبدو ان قدرك هو ان تفتدي اخطاء هذه التجربة، ان تعيد الكلمة والقرار الى الشعب". * وتابع "أكيد ان اعداءك انفسهم، الى جانب اصدقائك، سيقولون عنك انذاك انك اسست لمرحلة سياسية جديدة في تاريخ سوريا وربما في تاريخ المنطقة العربية كلها".