راسلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، مؤخرا مديريات الشؤون الدينية عبر الولايات لتقديم تعليمات جديدة تتعلق بتسيير المكتبات التابعة للمساجد. وتأتي هذه المراسلة بعد ضبط عدد من المصاحف المحرّفة أو الناقصة في بعض بيوت العبادة من طرف مواطنين. * وبموجب هذه الإرسالية، سيكون على الإمام ومعاونيه، اجراء مراقبة دورية لمحتويات المسجد، حيث ستتم عملية إعادة النظر في محتويات مكتبة المسجد، إذ لن تبق محصورة في الكتب الدينية البحتة من فقه ومصاحف، ولكنها ستتزود مستقبلا بكتب التاريخ والشخصيات الوطنية من أجل ربط الجزائري بدينه ووطنه وتحصينه من أي استلاب قد يتعرض له في حال ما إذا كان هناك فراغ في هذا الجانب. * وحسب ما كشف عنه ل"الشروق"، عدة فلاحي المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، فإنّ الوزارة ستعمل على طبع عدد من الكتب في هذا المجال وتقوم بتوزيعها على مكتبات المساجد، كما ستساهم وزارة المجاهدين التي أبدت استعدادا لتغطية ما يمكن أن يُسجّل من نقص في تزويد مكتبات المساجد بهذه الكتب التاريخية والوطنية. * وشدّد المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، على أنّ هذه الإجراءات "يجب ألا تُفهم على أنّها من قبيل ممارسة الوصاية على عقل المواطن، لأنّ المكتبات المسجدية ستتوفر على مراجع تمثل مختلف المذاهب، وسيقع على عاتق الإمام إقناع الناس بالحجة، ووضعهم في سياق الجوانب الإيجابية التي تؤكد على ضرورة الالتزام بالمرجعية الوطنية". * وتماشيا والتغييرات وكذا الإثراء الذي أُدخل على برامج التكوين الديني من خلال إعطاء البعد الوطني حيّزا أكثر مما كان عليه في البرامج السابقة، سطّرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برنامجا متنوعا من الملتقيات الوطنية والدولية إحياء لخمسينية الثورة الجزائرية، تمتدّ كلّها على مدى العام المقبل. وستكون وهران على موعد مع ملتقى دولي في فيفري المقبل حول "الفتوى والنوازل في مقاومة الاحتلال"، بينما تحتضن تيزي وزو في مارس "ملتقى وطنيا حول الأئمة الوطنيين في تاريخ الجزائر المعاصر". * وحول دور التعليم الديني في الحركة الوطنية وثورة 54، ستكون قسنطينة على موعد في أفريل المقبل مع ملتقى وطني، بينما تحتضن الجزائر العاصمة ملتقيين، أولهما وطني في شهر ماي حول خطبة الجمعة في زمن الحركة الوطنية وثورة 54، وثانيهما دولي في نوفمبر حول المساجد ومقاومة الاستعمار. كما ستحتضن ولايات باتنة، مستغانم وغرداية على التوالي في جوان، سبتمبر وأكتوبر من العام المقبل، ملتقيات حول البعد الديني في تنظيم ثورة 54 وتشريعاتها، الشعر الديني وثورة 54 والحج والوعي التحرّري. * وحسب عدة فلاحي المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فإن الوزارة ستقوم بطبع مجلة "الأصالة" التي كانت تصدر على أيام المرحوم مولود قاسم، كما ستُصدر "تاريخ الجزائر العام" للشيخ عبد الرحمن الجيلالي، وستقوم بتوزيعه على المساجد والمراكز الثقافية.