قامت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بحظر محرك البحث الشهير على شبكة الإنترنت جوجل تصوير القواعد العسكرية الأمريكية وإدراجها في برنامج "جوجل إيرث" الذي يقدم خدمة القمر الصناعي ثلاثية الأبعاد لمختلف المواقع حول الأرض. وقال البنتاجون إن الصور المكبرة والقريبة من سطح الأرض تشكل "تهديداً محتملاً" للأمن، خاصة أنها غطت زوايا الرؤية بمعدل 360 درجة وتضمنت مواقع السيطرة والحواجز والقيادة والتسهيلات. وأوضح متحدث عسكري أن القيادة في البنتاجون متخوفة من أن تمنح حرية الوصول إلى صور مأخوذة بتقنيات فائقة الدقة ومتطابقة جزئياً مع الواقع، معلومات حساسة لأعداءٍ محتملين، وتعرّض العاملين في هذه القواعد للخطر.وقامت الوزارة ببعث رسالة إلى كافة قواعدها ومنشآتها في أرجاء الولاياتالمتحدة في أواخر الأسبوع الفائت، مطالبة فيها القيادات بعدم السماح لفريق "جوجل إيرث" بأخذ صور فيديو بانورامية داخل هذه المؤسسات. وجاءت هذه الخطوة بعد اكتشاف صور لقاعدة فورت سام العسكرية في تكساس ضمن خرائط جوجل. من جانبها، أعلنت شركة جوجل على لسان متحدثها الرسمي أنه تمت إزالة الصور نظراً لإبداء الجيش الأمريكي مخاوفه بشأنها. ومن بين مواقع الخرائط التي يوفرها جوجل وتتمتع بشعبية Street view التي تمكن مستخدمي الانترنت من "القيادة" عبر الطبيعة الأمريكية عند مستوى رؤية أرضي، وGoogle earth الذي يقدم خدمة القمر الصناعي ثلاثية الأبعاد.وتزامن طلب البنتاجون بعد أيام قليلة على تقارير منشورة ألمحت إلى أن متظاهرين استخدموا معلومات مأخوذة من موقع "جوجل إرث" للتخطيط للوصول إلى سطح مبنى البرلمان في العاصمة البريطانية لندن. جوجل إيرث وماراثون إسرائيليوكانت إسرائيل قد دخلت مرة أخرى في ماراثون نزاعي مع شركة جوجل بعد أن اعترضت السلطات في بلدة "كريات يام" على قيام فلسطيني بكتابة معلومات عنها على برنامج "جوجل إيرث" - التي تصممه الشركة لمعرفة الأماكن عن طريق صور من الأقمار الصناعية- تفيد أنه تم إنشاؤها على أنقاض بلدة عربية بعد حرب 48.ويتيح برنامج جوجل إيرث الحرية للمستخدمين في كتابة التعليقات التي تقدم معلومات حول مكان معين على الخرائط الموجودة في البرنامج دون تدخل من الشركة. وتقدم المسئولون في هذه البلدة بشكوى رسمية للشرطة لإجبار جوجل على تغيير هذه المعلومات الخاطئة على حد قولهم، إلا أن جوجل رفضت ذلك بدعوى أنه غير قانوني أن يتم حذف مثل هذه التعليقات حسب تصريحات المتحدث باسم الشركة لصحيفة صحيفة هيرالد تريبيون. النزاع بين جوجل وإسرائيل متواصل وأضاف المتحدث الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه أن الخرائط الموجودة في البرنامج تعتمد على المستخدم من خلال المحتوى الذي يعكس إسهاماته ومدى تفاعله مع البرنامج، بصرف النظر إذا كانت دقيقة أم لا وذلك تمشياً مع سياسة الشركة، مشيراً إلى أن الشركة تمنع إزالة أي تعليقات على الصور أو أي تغيير على الخريطة.وردت جوجل الشكوى رافضة إزالة المعلومات التاريخية التي أدخلها أحدهم لتعليم الصورة لتشير إلى أنها تعود إلى العرب وكانت قرية عربية اسمها جواريناً.من جانبه علق الفلسطيني تميم دربي الذي كتب هذه المعلومات لنفس الصحيفة بقوله إنه لا يمانع إزالة تعليقه على خريطة جوجل إذا وجد أن معلوماته غير دقيقة.وكتب دربي على خريطة هذه البلدة في برنامج جوجل إيرث أنها بينت على أنقاض بلدة عربية اسمها جوارينا وأن اليهود استولوا عليها بعد حرب 48 ولاقى أهلها التشريد والنزوح إلى المناطق المجاورة، على عكس ما يدعيه مسؤولون في كريات يام حيث ينكرون أن تكون هذه هي الحقيقة زاعمين أنها تأسست قبل ذلك التاريخ. وقال مسؤول في البلدة للصحيفة "من الواضح أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، لأن كريات يام تأسست في عام 1945".وهذه ليس المرة الأولى التي تدخل فيها إسرائيل نزاع مع شركة جوجل الأمريكية بخصوص ما يعرضه برنامج "جوجل إيرث" حيث ذكرت صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية في أحد أعدادها الصادرة نهاية العام الماضي أن هذا البرنامج المطور الذي يتضمن أرشيفاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية يكشف مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية هامة.وحذرت الصحيفة من أن البرنامج جعل من هذه المواقع أهدافا سهلة محتملة لمن يريد مهاجمتها، مضيفة أن جوجل طورت صور الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل وضاعفت تقريباً من درجة وضوحها ودقتها خلال الأيام الأخيرة. ووصفت الصحيفة البرنامج بأنه يمثل "نقطة قوة" للدول الأعداء على حد تعبيرها و"كنزا" للفصائل المسلحة، وأشارت إلى أن الصور تتكون من بيكسل واحد لكل مترين مربعين بالمقارنة إلى الصور السابقة التي تتكون من بيكسل واحد لكل 10-20 متراً مربعاً على الأرض. ومن بين المواقع البالغة الحساسية الممكن رؤيتها تفصيلا مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وقواعد أساسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل النووي الإسرائيلي السري المثير للجدل في مدينة ديمونة بالصحراء الجنوبية، كما تعرف مستخدمو النت على موقع آخر ترددت مزاعم أنه مقر وكالة الاستخبارات الإٍسرائيلية الموساد وموقعها سري. جوجل إيرث .. برنامج عسكري عندما قامت شركة جوجل بتصميم برنامجها الشهير "جوجل إيرث" كانت تهدف في المقام الأول تقديم معلومات جغرافية لمستخدميها بغرض السفر أو السياحة ولم تتخيل الشركة أن يكون لهذا البرنامج أهدافاً عسكرية، ولم يتوقع أحد على الإطلاق أن يكون البرنامج الذي ظهر على أيادٍ أمريكية سلاح يُستخدم في يوم من الأيام ضد الأمريكيين أنفسهم وحلفائهم أيضاً. فقد أظهر تقرير إخباري نشر في جريدة تليجراف أن المقاومة في العراق تستخدم هذا البرنامج لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية والأمريكية.وهذه المعلومات لم تأت من فراغ ولكن تم اكتشافها من خلال مستندات عثر عليها أثناء مهاجمة عدد من المنازل التي كان يختبئ فيها المسلحين.وأشارت الصحيفة استناداً إلى دوائر استخباراتية أن عناصر المقاومة قد استخدمت برنامج جوجل إيرث في تحديد المناطق المستهدفة ويظهر ذلك جلياً في الصور التي تم العثور عليها والتي تظهر محيط مدينة البصرة الجنوبية وكانت تحتوي على مبان تفصيلية داخل المعسكر البريطاني. بالإضافة إلى أهداف يمكن قصفها مثل الخيام وأماكن الغسيل والمراحيض كما أن خطوط الطول ودوائر العرض للأهداف المخطط قصفها كانت محددة على ظهر الصور.وأوضح ضابط مخابرات بريطاني في تصريحات أوردتها الجريدة أنهم يستخدمون برنامج "جوجل إيرث" لتحديد أكثر الأهداف سهولة لقصفها، وتتعرض المعسكرات البريطانية في البصرة بشكل يومي تقريباً لقذائف الهاون.ويتيح برنامج جوجل إيرث تحديد الأماكن بسهولة كبيرة ودقة متناهية وبسرعة فائقة ، فما على مستخدم البرنامج سوى الضغط على منطقة ذات دلالة معينة وحينئذ ستنبثق إحدى نوافذ ديسكفري تضم روابطًا لكلا من ملفات الفيديو ومعلومات الموسوعة حول هذه المنطقة وتوضيح خطوط الطول والعرض. جوجل إيرث تعتمد عليه المقاومة في العراق وفلسطين ولم يكن استخدام جوجل إيرث كسلاح عسكرى من ضمن أجندة جوجل وهي تقدم هذه الخدمة لعملائها، ولكن كثيرا ما تأتى الاستخدامات بما لا تشتهى جوجل، فبعد استخدام حركة المقاومة البرنامج في العراق وفلسطين بدأت مشكلة إقليم دارفور بالسودان تدخل الصورة هي الأخرى.فقد بدأت جوجل باستخدام خدمتها للخرائط لرصد أعمال العنف في منطقة دارفور بالسودان، وبناء على الاتفاق الذي وقعته مع متحف الهولوكوست التذكاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قامت الشركة بتحديث خدمتها لتشمل مجموعة من الصور عالية الجودة ملتقطة بالأقمار الصناعية للمنطقة وذلك بغرض توثيق القرى المدمرة والمشردين ومعسكرات اللاجئين.وقد وضعت جوجل على تلك الخرائط علامة الحريق لتحديد القرى المدمرة وعلامة الخيم لمعسكرات اللاجئين، وبالضغط على علامة الحريق، سيحصل مستخدم الإنترنت على بيانات باسم القرية وإحصاءات بالدمار الذي لحق بها.وقد سبق أن أعربت الهند وتايلاند وكوريا الجنوبية وهولندا عن مخاوف مماثلة لمخاوف البنتاغون بشأن حساسية المعلومات التي قد تصبح في متناول الإرهابيين.