خطف اللاعب الفرنسي الجنسية سمير ناصري كل الأضواء خلال المباراة التصفوية من كأس أمم أوربا 2012 التي احتضنها ملعب باريس سهرة أول أمس، أمام المنتخب الألباني ليس بسبب قيادته فريقه للفوز بثلاثية نظيفة وتقريبه من التأهل، وليس بسبب ما قدمه من تحف فنية راقية قد تُنسي الفرنسيين زين الدين زيدان خاصة أن ناصري في الرابعة والعشرين من العمر فقط، وإنما بقراءته للنشيد الوطني الفرنسي الذي دوّى في الملعب قبل المباراة، فكان أول لاعب جزائري في عالم الكرة يقرأ النشيد أمام الملايين وقرابة 50 ألف متفرج بالرغم من أنه لم يقرأ النشيد بذات الحماس كما فعل عادل رامي المدافع وهو أيضا من أصول مغاربية، سمير ناصري يعتبر ثالث لاعب كبير من أصول جزائرية يلعب كأساسي في المنتخب الفرنسي الأول بعد زين الدين زيدان المتوج بكأس العالم والذي لم يُضبط ولا مرة مرددا للمارسياز حتى في نهائي كأس العالم بحضور جاك شيراك، وبعد كريم بن زيمة الذي يظهر دائما في كامل تركيزه عند عزف النشيد الفرنسي، كما يعتبر ناصري أقرب اللاعبين من الجزائر ضمن الثلاثي لأن معظم أقاربه من أعمام وأخوال يقطنون بين بسكرةوقسنطينة ويقال إنه زار مدينة قسنطينة عندما كان رضيعا في عامه الأول، بينما يرى القلة من المهاجرين في فرنسا أن مجرد اختياره اللعب للألوان الفرنسية ينسف اللوم نهائيا، لأنه لا معنى لعدم قراءته النشيد الفرنسي وهو يدافع عن العلم الفرنسي ويرتديه .. وسمير ناصري الذي ولد في جوان 1987 في مارسيليا تربى مع العائلات الجزائرية وتعلم اللغة العربية وهو الوحيد الذي ينطقها، وحتى فرنسيته ليست جيدة وتُظهر صراحة أنه ليس فرنسيا، كما أنه بقي في مارسيليا وتقمص ألوان النادي في أجواء جزائرية قبل انتقاله إلى انجلترا حيث صنع ربيع الأرسنال ويصنع حاليا ربيع مانشستر سيتي .. الصحافة الفرنسية في لقاء سهرة أول أمس منحت ناصري لقب أحسن لاعب في المباراة .. وكان أول تتويج لناصري هو كأس أوربا مع الديكة للناشئين في 2004 وهي نفس السنة التي فاز فيها يبدة ومغني مع الديكة في صنف أقل من 17 سنة بالمونديال..يذكر أن ضجة كبرى اندلعت عامي 2001 و2007 في مبارتين وديتين للجزائر وتونس في باريس ضد المنتخب الفرنسي بعد أن علا الصفير بعد عزف "المارسياز" وهو ما جعل جاك شيراك يقول إن الأمر غير مقبول، وطلب الوزير برنار لابورت توقيف التواصل الكروي مع دول المغرب العربي نهائيا، في الوقت الذي أقرت وزارة التربية والتعليم الفرنسية منذ خريف 2006 إلزام تلاميذ الابتدائي بحفظ المارسياز التي جاوز عمرها المئتي سنة حيث لحنها عازف كامنجة خلال الحرب الفرنسية النمساوية ثم بعثها للوجود ثانية نابليون بونابرت عام 1800 في حربه على إيطاليا وكل كلماتها تدعو للعنف وإراقة الدماء مثل ..إلى السلاح أيها المواطنون، وليسقي دم أعدائنا غير النقي أراضينا.