تعرضت ليلة أول أمس، كل من مدرسة "هنان إدريس" الواقعة بحي بلاطو ومدرسة "أحمد زبانة (4)" بحي زبانة بآرزيو إلى عمليتي سرقة، الغريب فيهما أنهما اشتركتا في نفس الهدف ونوع الغنيمة، مثلما تمتا خلال الليلة نفسها، دون أن يعترض سبيل منفذيهما أحدا أو يتم التفطن لأمريهما وقت حدوثهما. * فتحت أمس مصالح الأمن بآرزيو تحقيقا حول ظروف وملابسات حادثي سرقة تم التبليغ عنهما في قضيتين منفصلتين صبيحة البارحة، ويتعلقان باستهداف لصوص مدرستين ابتدائيتين تقعان في حيين مختلفين على مستوى المدينة البترولية وفي وقت واحد بعمليات سطو انتهت بالسرقة، بحيث تؤكد مصادر موثوقة ل "الشروق اليومي" أن العمليتين طالتا كميات معتبرة من مادة النحاس في شكل قنوات وصنابير المياه التي كانت مركبّة في شبكتي التوزيع الداخليين الخاصتين بالمؤسستين التربويتين المذكورتين، الأمر الذي تسبب في تخريبهما بشكل كامل، وترك المدرستين تواجهان الجفاف لأجل غير معلوم، كما تفيد ذات الجهات أن معاينة مواقع الحادثتين تشير إلى تمتع اللصوص بحرية وأريحية مطلقة في تنفيذ جريمتهم بروية، بما مكنّهم خلال وقت كاف من اقتلاع كل ما هو نحاسي على مستوى شبكتي التوزيع بعد فك البراغي عن عدد من الحنفيات وشق قنوات الربط التي لم تسلم هي الأخرى من السرقة قبل أن يتم شحن المسروقات كلها والفرار بها نحو وجهة مجهولة، ليكتشف الأمر فقط في صبيحة اليوم الموالي تزامنا مع اقتراب وقت دخول التلاميذ للدراسة. * وفيما لا تزال التحريات الأمنية في مستهلها ولم يتم بعد تقدير حجم الخسائر المادية المترتبة عن عمليتي السرقة المذكورتين ولا كمية النحاس المنهوب بالضبط، فإن الحادثتين تشيران إلى انعدام التغطية الأمنية بالكامل على مستوى المؤسستين اللتين يفترض أن تخضعا للحراسة الليلية من طرف أعوان أمن تابعين لبلدية آرزيو لضمان أمنهما وحماية ممتلكاتهما، إلى جانب تأييد ما حصل لشكاوى الكثير من سكان أحياء آرزيو، سيما حي "بلاطو" و"زبانة" من غياب دوريات الأمن التي كانت تجوب من قبل الشوارع ليلا رغم ارتفاع معدلات الجريمة داخل المدينة البترولية عموما، كما تثير العمليتين الأخيرتين الاستغراب بخصوص تزامنهما في وقت واحد، بما يرجح تعلق الأمر بشبكة منظمة واحدة لها أكثر من ذراع وخيط تحولت نحو سرقة نحاس شبكات المياه بعد الكوابل الهاتفية، وهي على دراية تامة بالهياكل غير المؤمنة بالمنطقة، بما يمكنها من تنفيذ مخططاتها بإحكام ونجاح، وأيضا عدم الوقوع في فخاخ الحواجز الأمنية المنصبة في العديد من النقاط الثابتة بالمدينة البترولية.