رفضت السلطات العسكرية الأمريكية السماح للجزائري فتحي بوستة المفرج عنه من سجن القاعدة البحرية الأمريكية بخليج غوانتنامو بكوبا بحجة انه قد يتعرض للتعذيب بعد ترحيله في الوقت الذي أكدت فيه ألبانيا انها قبلت استقباله هو ومجموعة أخرى من المفرج عنهم بطلب من واشطن. وقد أفادت الصحف الأمريكية أول أمس السبت نقلا عن محامي بوستة بأن البنتاغون رفض تسليمه للجزائر بحجة انه "سيتعرض للتعذيب"، علما بأن الجزائر قد سنت قانون المصالحة الوطنية الذي نص على الغاء المتابعات القضائية ضد الأشخاض المتورطين في الارهاب ولم يرتكبوا جرائم. وكان فتحي بوستة، 43 سنة، قد أفرج عنه رفقة سجينين آخرين وهما المصري سليم عبد المقصود محمد، 39 سنة، والأوزبكي حسان زكريان، 32 سنة، قبل أن ينقلوا الى ألبانيا تحت صفة طالبي اللجوء. وقد جاء قرار الإفراج عنهم بعد ان حكمت المحاكم العسكرية الاستثنائية التي أقامها البنتاغون في قاعدة غوانتنامو شهر ماي الماضي من تهم الارهاب. وكان بوستة، المتزوج والأب لطفلين، أعتقل سنة 2002 بباكستان بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة عندما كان يعمل مند 1996 مدرسا في أحد مراكز الصليب الأحمر الدولي. وكان وقتها طلب لجوءا مسجلا رسميا لدى المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة. وقد قام الصليب الأحمر بزيارته في سجن غوانتنامو، ثم تسليم وثائق تثبت انه لم تكن له أية صلة بتنظيم القاعدة أو أية منظمة ارهابية. وقبل التحاقه بباكستان، اشتغل بوستة مدرسا جامعيا في اليمن من 1993 الى 1996، ثم استاذا في مدرسة تابعة للسفارة اليمنية في اسلام آباد، خاصة بأبناء موظفي الهيئات الديبلوماسية. وفي بيان له، قال البنتاغون الأمريكي أن اختيار ألبانيا من شأنه أن "يوفر محيطا يساعد على إعادة بناء حياتهم". وكان المستشار الإعلامي بالسفارة الأمريكية ماتيو غوشكو في اتصال مع "الشروق اليومي" أول أمس قد أكد خبر الأفراج عن بوستة دون أن يقدم توضيحات أكثر عن أسباب اختيار البانيا كدولة لجوء. وفي هذا السياق، ذكرت الصحف الأمريكية أن ترحيلهم الى البانيا، الدولة التي تترشح للانضمام الى حلف الناتو قد جاء إثر صفقة أبرمتها واشنطن مع تيرانا، مشيرة الى أن الثلاثة المفرج عنهم سيبقون تحت مراقبة الأمن ولا يمكنهم مغادرة البلاد في أقرب الآجال. مع العلم أن تيرانا اصبحت منذ السنتين الأخيرتين من حلفاء واشنطن في منطقة البلقان وأحد شركاء حلف الناتو بعد قرار البرلمان المحلي السماح باستقبال قواعد الحلف. هذا وقد اعترفت امس الحكومة الألبانية بأنها استقبلت الجزائري بوستة ورفيقيه، مبدية استعدادها لاستقبال المعتقلين الآخرين المفرج عنهم من خليج غوانتنامو. وقد تسلمت تيرانا يوم 5 ماي الماضي دفعة من خمسة من مسلمي الويغر الأقلية المسلمة في الصين ،كان قد اطلق سراحهم من المعتقل الأمريكي. وذكر متحدث باسم الحكومة الألبانية أن تيرانا رحبت بهؤلاء الأشخاص لأسباب انسانية دون إن كان الجزائري بوستة وزميليه قد وصلوا، أم لا، الى ألبانيا أو مكان تواجدهم. ومن جهتها، أعلنت الخارجية الأمريكية أن الحكومة الألبانية وافقت على استقبال الأشخاص الثلاثة مع ضمان جميع حقوقهم الانسانية. ومعلوم ان بوستة قد سجن رفقة 24 جزائريا آخر منذ 2002 من بينهم الستة الذين يعرفون بجزائريي البوسنة. ولم يقدم أحدهم الى المحاكم العسكرية الاستثنائية ماعدا سفيان برهوم، 32 سنة، الذي اعتقل شهر مارس 2002 بمدنية فيصل أباد الباكستانية. كمال منصاري