"لا خوف على الجزائريين إذا عادوا سيّاحا لتونس"، بهذا الخطاب التطميني تحدث سفير الجمهورية التونسية، محمد نجيب حشانة، أول أمس، لدى إشرافه على افتتاح جلسة عمل في وهران، بين الديوان الوطني للسياحة في تونس، وعدد من الوكالات الجزائرية العاملة في القطاع. * السفير التونسي بدّد أيضا المخاوف المتصاعدة من وصول الإسلاميين للسلطة، وحديث زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، عن ما وصفها بالخلافة الجديدة، حيث قال حشانة للشروق: "أؤكد لكم، انطلاقا من منصبي، أنه مهما كان الشخص الذي سيتولى وزارة السياحة مستقبلا، ومهما كان انتماؤه السياسي أو الحزبي، فلا شيء سيتغير على مستوى الخدمات السياحية، وتحديدا الدينية، الثقافية والاستشفائية". * وأضاف سفير تونس في الجزائر: "سمعنا كلاما مطمئنا من الشيخ الغنوشي، وبالتالي، فإننا لا نتوقع حدوث انقلاب في السلوك الرسمي للدولة، خصوصا في قطاع السياحة"، علما أن رئيس حركة النهضة، سبق له التصريح إعلاميا بالقول: "أنه لن يوافق على نشر الخمور في الفنادق، وسيقطع العلاقات مع إسرائيل" وهي التصريحات التي غلفها دبلوماسيا، ببعض العبارات المهذبة حين أشار أنه لن يفعل ذلك مباشرة "فحتى خالق السماوات والأرض حرم الخمور بالتدريج وليس مباشرة". أما بخصوص الوفود اليهودية التي كانت تقوم في عهد بن علي بزيارة معبدها في جزيرة جربة، وسط تعزيزات أمنية مكثفة، فجاءت إجابة السفير مقتضبة بالقول: "تصريحات الحكومة الجديدة مطمئنة، لكن فلننتظر ثم نحكم". * السفير حشانة أكد بأن تونسالجديدة لا تشعر بالظلم أو التهميش من جانب العالم العربي، الذي لم يؤازرها ما بعد الثورة من أجل النهوض من كبوتها، مبيّنا: "العرب أعانونا، وفي مقدمتهم الجزائر، لذلك لم يكن غريبا أن تكون الزيارة الأولى للقائد باجي السبسي كرئيس للحكومة الانتقالية نحو الجزائر، مثلما كانت زيارة راشد الغنوشي للجزائر هي الأولى بعد فوز حزبه بالانتخابات". * وفيما تحدّث مدير الديوان الوطني للسياحة عن تقلص أعداد السياح الجزائريين الذين لم تتجاوز أعدادهم نصف المليون إلا بقليل (حوالي 510 ألف سائح حتى 30 نوفمبر الماضي)، لكنه أكد بالمقابل أن المناطق السياحية التي تعود الجزائريون على زيارتها "آمنة جدا"، وهو الأمر الذي أضاف عليه السفير التونسي مؤكدا: "الفلتان الأمني كان موجودا لكنه انتهى، أو تقلص بحجم كبير، كما لم تعد هنالك سوى بعض العناصر الإجرامية القليلة، التي سيتم التخلص منها مستقبلا، بعد استتباب الأمور والانتهاء من ترتيبات المرحلة الانتقالية".