حمادي الجبالي رئيس حكومة تونس لم يختلف التونسيون كثيرا في وصف الحكومة التونسيةالجديدة بالمقبولة، حيث قدمت طاقما معروفا ليس في تونس فقط، وإنما في كامل الدول المغاربية والعربية بصفة عامة، وتبدو الحكومة مهيئة لفتح صفحة ناصعة مع جيرانها وخاصة مع الجزائر التي جمعتها علاقة طيبة مع كافة أعضاء الحكومة، سواء الإسلاميين أو اليساريين، فالسيد عبد الفتاح مورو الذي تم تكليفه بمنصب مستشار قانوني في الحكومة ترشح من قبل في انتخابات البرلمان، ولكنه خسر أمام سعاد عبد الرحيم التي وُصفت بالمرأة المتبرجة آنذاك من طرف حركة النهضة وظهر في سنوات تعرضه للظلم من طرف النظام التونسي السابق في عدة مناسبات ضاربا المثل بالجزائر في بعض الحرية التي يتمتع بها المعارضون فيها، عبد الفتاح مورو البالغ من العمر 63 سنة وهو محام وسياسي كان دائما يزور الجزائر ويعتبر اللباس التقليدي الذي يظهر به على الدوام لباسا من صميم عزته ببلاده وباللباس المغاربي المتميز، ورغم أن عبد الفتاح مورو حاول تطليق السياسة التي بدأها مع الغنوشي ودخل بسببها السجن وكاد ييتم أبناءه الأربعة بها بعد حملة تشويه صورته في عهد بن علي، إلا أن عودة راشد الغنوشي إلى تونس بعد هروب بن علي ونصيحة الشيخ يوسف القرضاوي بمساعدة البلاد أعادته للسياسة ومن بابها الواسع، وستعيده إلى الجزائر بالتأكيد، ويكاد مسار وزير الخارجية الجديد السيد رفيق بن عبد السلام لا يختلف عن مسار ناشطي النهضة حينما حاصرهم النظام السابق فوجدوا الجزائر حضنا لهم، حيث هربوا إليها برا عبر الحدود الشرقية كما حدث مع الهاشمي ومزالي، وهو الذي رأس قسم الدراسات الإستراتيجية لقناة الجزيرة كما أن محمد عبو رغم اتجاهه اليساري كانت له صولات وجولات مع الجزائر في مختلف حقباتها السياسية، أما وزير الشباب والرياضة طارق ذياب الذي ولد في عام الثورة الجزائرية 1954، فكانت علاقته بالجزائريين حميمية منذ أن كان لاعب كرة، حيث مرت مشاركته في كأس العالم كحامل للرقم عشرة في الأرجنتين عام 1978 بعد التأهل في الدور الثاني من التصفيات على حساب المنتخب الجزائري، حيث فاز رفقاء طارق ذياب بثنائية نظيفة في ملعب المنزه بالعاصمة التونسية وفي لقاء العودة في 5 جويلية كانت الجزائر متقدمة أمام 100 ألف مناصر بهدف من ڤندوز، ولكن طارق ذياب في آخر الدقائق سجل هدف التأهل أمام اعتراف الجمهور الجزائري بالنجم طارق ذياب الذي تألق في كأس العالم، وقاد نسور قرطاج للفوز أمام المكسيك بثلاثية مقابل هدف واحد، كما تألق في مواجهة بولونيا الثانية التي خسر فيها التونسيون بهدف وحيد ثم تعادلت تونس أمام ألمانيا في مواجهة مازال العالم يذكر فيها طارق ذياب وهو يراوغ ثلاثة لاعبين ألمان، طارق ذياب الذي اعتزل الكرة عام 1990عن عمر يناهز 36 عاما بعد مشاركته في أولمبياد سيول واحترافه في المملكة العربية السعودية، عاد للتألق ولكن كمحلل رياضي وصديق حميم في مكتب الجزيرة الرياضية في مدريد للصحفي الجزائري لخضر بريش، ومن أشهر مواقفه أنه دافع عن الجزائريين في الحملة التي شنت ضدهم من بعض الإعلاميين المصريين بعد مباراة أم درمان، إلى درجة أنه صار من الرياضيين المنبوذين من الإعلام المصري خاصة خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة حيث رفض قول أحد المصريين، أن مصر ستشرف العرب، فرد عليه بأنها مدعوة لتشريف نفسها فقط، فاعتبر المصريون ذلك هجوما من اللاعب الأسطورة طارق ذياب الذي لام أيضا اللاعبين الجزائريين في المونديال الأخير بجنوب إفريقيا وهم يدخلون بتلك التسريحات الغريبة التي استهجنها الجزائريون وأيضا محبو الجزائر مثل طارق ذياب الذي تسلم مقاليد الرياضة التونسية التي تزخر بعدة نجوم من ذوي المستوى العالمي مثل السباح البطل أسامة الملولي ولاعبي الجيدو وكرة اليد وكرة القدم طبعا.