انتقدت رئيسة حزب العمال لويزة حنون أمس، بشدة قرار تحويل التعليم التقني من قطاع التربية إلى التكوين المهني، وقالت بأن هذا القرار سيفقد الشهادات الوطنية قيمتها من ولاية إلى أخرى وسيكرس الجهوية في مجال التربية، مما سيقضي على المكاسب التي حققها قطاع التعليم في الجزائر، معتبرة أن القرار ليس بريئا، بل له علاقة بسياسة "الآلة الكاسحة لخوصصة المؤسسات العمومية، التي يطبقها وزير المساهمة وترقية الإستثمار عبد الحميد تمار". ولم تفوت لويزة حنون الفرصة لصب جام غضبها على الوزيرين تمار وشكيب خليل، موضحة بأن شكيب خليل يسعى من خلال اللقاء الذي عقده مع ممثلي الشركات الأجنبية إلى تبرير قرار الدولة المتعلق باسترجاع السيادة على قطاع المحروقات، ووصلت به الجرأة - حسبها - إلى التوسل للشركات الأجنبية من أجل البقاء في الجزائر، وذهبت إلى حد القول بأن خليل يريد التقليل بكل السبل من أهمية التعديلات التي أدخلت على قانون المحروقات، ويتحاشى التلفظ بكلمة "تأميم المحروقات" أمام الشركات الأجنبية، وبالمقابل، فهو يشكرها على مساهمتها ب 50 بالمائة من الإنتاج وكأن هذه الشركات تقدم خدمة مجانية للجزائر. وتساءلت حنون في هذا الصدد عن التساؤل الذي طرحه خليل عندما قال "لماذا يحاسب هو على فضائح الشركات الأجنبية في الجزائر، ولا يحاسب مدلسي على الفضائح المالية في البنوك ولا سلال على الفضائح التي عرفها قطاعه؟"، مضيفة "أنا أجيبه على هذا السؤال، لأن سلال ومدلسي ليسا هما اللذين كانا يوقعان العقود والصفقات، ومن ثم فهما غير مسؤولين مباشرين على المؤسسات في قطاعيهما، بينما في قطاع المحروقات، فإن شكيب خليل كان إلى وقت غير بعيد هو الذي يوقع كل العقود والصفقات". وانتقدت حنون خلال الندوة الصحفية التي عقدتها أمس، بمقر حزبها بالعاصمة كذلك تمار الذي قالت بأنه هو الآخر يتوسل للشركات الأجنبية ويقول لها "تعالوا سأوفر لكم كل التسهيلات في ظرف 48 ساعة"، مضيفة بأنه من العار أن يصرح وزير جزائري بذلك وكأن البلاد مسيبة للعام والخاص. وفي سياق متصل تساءلت السيدة لويزة حنون كيف تقبل الحكومة الاعتماد على مكتب استشارات أجنبي لخوصصة البنوك وترضخ لتوصياته المتعلقة بمنح حصة 51 بالمائة من رأس مال البنوك المخوصصة للأجانب، مما يعني - حسبها - مصادرة للقرارات السيدة المتعلقة بإنجاز المشاريع، وأضافت "نحن نحذر قبل فوات الأوان سياسة تمار تسببت في كوارث للدولة، أرقام تمار كاذبة، كل الأرقام التي قدمها حول مناصب الشغل والأموال التي جنتها الخزينة من وراء الخوصصة كاذبة، تمار يتلاعب بالأموال"، وهناك - حسبها - "مسؤولين كبار في الدولة على دراية بأن سياسة تمار ستؤدي إلى تصحر المؤسسات الجزائرية". جميلة بلقاسم: [email protected]