أفادت آخر دراسة ألمانية حول واقع الديانات في ألمانيا أن عدد الكنائس الكاثوليكية في انخفاض مستمر بعد أن حُوّل بعضها إلى مطاعم وبنوك ومكاتب في حين أن البعض الآخر مُعرّض للبيع أو الهدم بسبب نقص المترددين عليها وزيادة الأعباء الضريبية وسط انتشار مذهل للمساجد وارتفاع كبير للمسلمين بألمانيا. وأثار نشر هذه الدراسة في جريدة "بيلد" الألمانية مخاوف الألمانيين وخصوصا رجال الدين الكاثوليكيين وهم يقفون على واقع كنائسهم التي تتناقص سنة بعد سنة. "فالكنائس في ألمانيا تحتضر"، حذرت الدراسة التي أكدت أن معظمها تحوّل إلى محلات ومكاتب ذات طابع تجاري وأن المئات منها معرضة الآن للتهديم أو البيع أو الغلق. والسبب، حسب المصدر ذاته، هو انخفاض عدد المترددين على الكنائس الكاثوليكية التي أصبحت - بشهادة رهبانها - شبه مهجورة في السنوات الأخيرة حتى أيام الأحد، مقابل زيادة المصاريف والأعباء الضريبية التي أصبحت تثقل كاهلها دون جدوى ترجى. ودعّمت هذه الدراسة محتواها بأرقام ومعطيات واقعية، حيث من المنتظر أن يتم تحويل 700 كنيسة في السنوات العشر القادمة لغايات أخرى، وغلق 96 أخرى من بين 350 كنيسة بمدينة ايسن لوحدها. ففي برلين حُولت إحدى الكنائس إلى مركز تجاري، في حين تحولت كنيسة أخرى في مدينة نويروبين يقدر عمرها بحوالي 200 سنة إلى مقر لاجتماعات رجال الأعمال. وفي كنيسة سابقة ببيلفيلغ تُقام الأفراح والحفلات وفي نواحي كولن تحولت إلى قاعة للتجميل والرياضة. كما فتح صندوق التوفير فرعا له في كنسية بإحدى قرى مدينة هافلاند. وحسب دراسة عقارية لأحد البنوك، فإن ألمانيا ستشهد الآلاف مثل هذه التغييرات والتعديلات في السنوات المقبلة. وبالمقابل تعيش بيوت الله الإسلامية في ألمانيا واقعا مغايرا تماما، حيث ذكرت الدراسة أن عددها يزداد سنة بعد سنة في إشارة إلى إحصاءات حديثة تؤكد وجود 159 مسجد و128 آخر في طور الإنجاز بالإضافة إلى حوالي 2500 قاعة صلاة. كما أن عدد المسلمين بهذه البلاد في تزايد مستمر بعد أن قفز من 56 ألفا في الثمانيات إلى ما يقارب المليون حاليا، وهو ما يؤكد أن الإسلام في انتشار مذهل في بلد غير مسلم حتى انه أصبح ينافس دياناتهم ويهدد كنائسهم. إيمان بن محمد: [email protected]