أجمع أصحاب حافلات النقل الجماعي ب"سدراتة" بولاية سوق أهراس، على أن مجال النقل بات يتحكم في ميدانه سائقي سيارات "الفرود" أو ما يعرف ب"الكونديستان"، هذه الفئة احترفت في الغالب ممارسة النقل على حساب الحقوق الضريبية من جهة، وكاهل المواطنين من جهة أخرى. مما حول الشوارع إلى ميادين مشاجرات شبه يومية، وتطاحن بين مالكي سيارات الأجرة المعروفة باللون "الأصفر" وسائقي سيارات "الفرود"، مخالفين بذلك القوانين والتشريعات المحددة لممارسة هذه المهنة. وفي هذا السياق أشار ممن سلف ذكرهم أن ما يعرف ب "الكلونديستان" باتوا متحكمين في هذا المجال بصورة كبيرة، كون أن الحافلات في غالب الأمر تسير مع الوقت الزمني المحدد لها، بل ووفقا لمبدأ امتلاء جميع المقاعد بالراكبين. الأمر الذي جعل قضاء المصالح العاجلة يصدم بهذا الجدار، وجعل الحل في اللجوء إلى السيارات بحثا عن تقليل الجهد والوقت، ليستغل أصحاب هذه الأخيرة الوضعية الاستثنائية ليفرضوا منطق أسعارهم دون الاحتكام لأي عوامل محددة، ما يجعلهم متحكمين في الغالب بالأسعار التي يتداولونها فيما بينهم. كما أن انتشار النقل غير الشرعي ليس مقترنا بحي دون آخر، بل ببقية التجمعات السكنية البعيدة عن وسط المدينة. وهو ما ساهم في بروز محطات فوضوية غير قانونية تستغل في غالب الأحيان الأرصفة والأماكن المخصصة لغير ذلك، في غياب الرقابة الأمنية حسب تعبير السكان، حيث تحولت بذلك الشوارع إلى فوضى عارمة خاصة بشارع "الفداء"، وقد شهدت بلدية "سدراتة" هي الأخرى تزايدا مستمرا لسيارات "الفرود" الأمر الذي تسبب في حدوث نزاعات بين مالكي السيارات حول تحديد مواعيد تحركاتها، وتسجيل شجارات ونزاعات شبه يومية أثرت سلبا على المحيط العام للمدينة.