رغم انطلاق الموسم الدراسي وبداية تقديم الدروس والمحاضرات في جميع التخصصات المتقدمة منها والمتأخرة، إلا أن الوضع لا يبعث على الارتياح في جامعة "محمد بوضياف" بالمسيلة من الناحية الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالطلبة المقيمين الذين اشتكوا من نقائص عدَّة أثَّرت عليهم معنويا، مما نجم عنه انعكاسات سلبية في الصف البيداغوجي لهم، حيث أن بعضهم لم يلتحق لحد اليوم بمقاعد الدراسة. هذه المشاكل المطروحة لخَّصها مجموعة من الطلبة بالجامعة في مشكل النقل الجامعي، الذي أصبح لا يوفي بخدماته نظرا للكَّم المتزايد والهائل للطلبة خاصة الذين ليس لهم حق الاستفادة من الإقامة الجامعية، بحكم قرب بلدياتهم من المدينة الجامعية، وتعرف الفترة المسائية أي وقت انطلاق حافلات النقل الجامعي اكتظاظا كبيرا وتدافع بين الطلاب والطالبات، وهو ما نتج عنه عدّة أمور خطيرة واشتباكات بالأيدي واسفتحال عمليات السرقة والابتزاز من طرف بعض الغرباء مستغلين هذا الوضع، للعلم فإن موقف حافلات النقل الجامعي المخصص للبلديات المجاورة للولاية متواجد بمكان معزول وبعيد عن الجامعة تنعدم فيه أدنى شروط الأمن. من جهة أخرى فإن قرار غلق المنفذ الخارجي للقطب الجامعي، وعزله عن الإقامة الجامعية في الفترة المسائية والتي يعتبرها الطلبة المقيمين بالإقامات الجامعية المتواجدة بالقطب الجامعي الجديد، وصفه الطلبة بالقرار السلبي الذي لا يصب في مصلحة الطالب ولا يخدمه، والذي يعتبره الطلبة المنفذ الوحيد والسهل الذي يربط وسط المدينة بالإقامة الجامعية، كما أن اتخاذ إدارة الجامعة لقرار توقيف النقل الجامعي الذي يتوسط القطب الجامعي والإقامتين، أجبر الطلاب على سير مسافة تفوق ال 200 متر على الأقدام، بغية الوصول إلى القطب الجامعي، علما أنها أصبحت تأوي 6500 طالب تقريبا، وذلك بعد ترحيل طلبة الإقامة الجامعية "حسوني رمضان" قصد إعادة ترميمها. الطلاب الذين عبروا عن غضبهم حيال هذه القرارات، معتبرين إياها إجراءات تعسفية تجاههم، أصبحوا في عزلة عن وسط المدينة لا يستطيعون تلبية أدنى احتياجاتهم وارتباطاتهم خاصة في الفترة الليلية، رغم وجود مسلك غربي وحيد عبر حي "إشبيليا" المحاذي للسكة الحديدية، والذي لا يقدر على اجتيازه حتى من أبناء المدينة فما بالك بطلبة مقيمين لا يفقهون أحوال المدينة، فالسير فيه ليلا يعتبر مجازفة خطيرة بحياة الفرد، هذه النقطة التي أفاضت الكأس والتي تُمثل المشكل الأول من بين المشاكل في هذا الموسم الجامعي، في انتظار تحقيق وعود مدير الخدمات الجامعية في إيجاد حل للوضع، خلال اجتماع مع الحركة الطلابية بداية السنة الجامعية، إلا أن الإدارة مازالت متمسكة بقرار غلق باب الحوار مع ممثلي الطلبة.