كشفت مصادر موثوقة بأن رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» سيُشارك رسميا في القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط التي ستنعقد بمدينة برشلونة الإسبانية يوم 21 من شهر نوفمبر الجاري، وتأتي هذه المشاركة تأكيدا لدور الجزائر المحوري في هذا الفضاء الذي تأسّس قبل عامين بباريس، وقد نجحت بلادنا بالتنسيق مع عدد من الدول العربية في تأجيل القمة بعد أن رفضت مُشاركة وزير خارجية إسرائيل فيها. قرّر رئيس الجمهورية المشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط تلبية لدعوة رسمية تلقاها من طرف رئيس الوزراء الإسباني «خوسيه رودريغيز ثاباتيرو»، حيث أفادت مصادرنا بأنه سيتوجه إلى إسبانيا يوم 20 نوفمبر، وتجري حاليا التحضيرات لهذا الموعد الذي سيكون فيه حضور الجزائر على أعلى مستوى باعتبارها بلدا محوريا في الضفة الجنوبية للحوض المتوسط، وتُعدّ هذه المشاركة الثانية للرئيس «بوتفليقة» في هذا الحدث بعد أن كان قد حضر قمة التأسيس للاتحاد في 13 جويلية 2008 بالعاصمة الفرنسية باريس. وتنعقد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط بمدينة برشلونة يوم 21 نوفمبر الجارى، تحت الرئاسة المشتركة لكل من مصر وفرنسا للاتحاد، بعد أن تمّ تأجيلها حيث كانت مقررة في جوان الماضي، ومعلوم أن الجزائر أبدت الكثير من التحفظات لمقترح الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» قبل ثلاث سنوات بضرورة إنشاء هذا الاتحاد، ويعود ذلك بالأساس إلى مُعارضتها عضوية إسرائيل في هذا الفضاء المتوسطي الذي جاء في الواقع امتدادا لفشل مسار برشلونة المتوسطي. ولكن التحفظ الجزائري زال بمجرّد تلقيها ضمانات، وقد سبق لوزير الخارجية «مراد مدلسي» أن أكد في أكثر من مُناسبة أن قبول الجزائر الانضمام إلى الاتحاد من أجل المتوسط لا يعني على الإطلاق تطبيعها مع إسرائيل التي تُعتبر هي الأخرى عضوا فيه، وبرّر الموقف على أساس أن التعاون التجاري سيكون وفق ما كان مُعتمدا في مسار برشلونة. وذهب وزير الدولة الممثّل الشخصي لرئيس الجمهورية، «عبد العزيز بلخادم»، في نفس الاتجاه وهو الذي أوضح بأن «الجزائر تعتبر نفسها غير معنية بالاتحاد من أجل المتوسط لو كان من أطلقه يُريده حصان طروادة للتطبيع مع الكيان الصهيوني»، وأضاف تعليقا على هذا الأمر «إذا كان هذا الهيكل يُضيف شيئا جديدًا لمسار برشلونة فأهلا به، أما إن كان حصان طروادة للتطبيع مع إسرائيل فهو لا يهم الجزائر وليست معنية به». وفي سياق ذي صلة بانعقاد هذه القمة فإن السفير «مارك فرانكو»، رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي لدى مصر، صرّح قبل يومين بأنه تم إرجاء القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط التي كانت مُقررة في 7 جوان الماضي بسبب التعنت الإسرائيلي ورفض إيقاف بناء المستوطنات وعدم حدوث تقدم في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإصرار وزير الخارجية الإسرائيلي على الحضور رغم رفض عدد من الدول العربية. ويُعتبر الاتحاد من أجل المتوسط شراكة جديدة والهدف وراء إطلاقها إعادة الحيوية إلى الشراكة ورفع المستوى السياسي للعلاقة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه على الجانب المقابل من البحر المتوسط، وفى حين أن الاتحاد أبقى على ما أحرزته عملية برشلونة من نتائج إلا أنه يتمتع بحكومة أكثر توازنا، ويمنح مواطنيه مزيدا من الحضور والالتزام تجاه المشروعات الإقليمية وعبر القومية الموجودة على أرض الواقع. ويُذكر أن نظام الرئاسة الدورية للاتحاد المعمول به يكمن في تعيين رئيس يُمثل دول الاتحاد الأوروبي وتتولاه حاليا فرنسا إلى جانب رئيس آخر يمثل الشركاء من منطقة المتوسط وتشغله حاليا مصر، وأمانة في برشلونة مسؤولة عن تحديد ودعم المشروعات ذات الأهمية الإقليمية ودون الإقليمية والانتقالية في القطاعات المختلفة وهى تعد من أهم التجديدات التي أدخلها هذا الفضاء الذي يضم 27 دولة عضو من جانب الاتحاد الأوروبي إلى جانب 16 شريكا في الضفة الجنوبية.