تعاني بلدية «بوزغاية» التي تبعد عن عاصمة ولاية الشلف ب28كلم، وبعض المداشر والقرى التابعة لها أزمة عطش حادة، وذلك نتيجة لنقص المياه الجوفية بالمنطقة وعدم حفر أي بئر لتزويد سكان البلدية والمناطق المحيطة بها منذ مدة طويلة بالماء الشروب. وتبعا لذلك أصاب هؤلاء المواطنون العطش الحاد هذه الأيام وهي الظروف التي حتمت عليهم البحث الدائم عن قطرة ماء بوسائلهم الخاصة وبطرق بدائية في ظل تسجيل غياب مياه صالحة للشرب ولو بالقدر اليسير لأكثر من 12 ألف نسمة، وحسب ما أفاد به بعض سكان بلدية «بوزغاية» مركز، وكذا القاطنون بقرى «العطاطفة»، «القرية الفلاحية» و«الحميس» فإن انقطاع المياه عن حنفياتهم صار أمرا مألوفا وعاديا، بالنظر إلى غياب المياه الجوفية بالمنطقة وعدم البحث عن أية وسيلة لتزويد سكان المنطقة بقطرة ماء، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى البحث عن شربة ماء بوسائلهم الخاصة بالنسبة للذين يتوفرون على مركبات نقل وسيارات، فيما يضطر الكثير منهم إلى شرائها من الصهاريج المتنقلة التي تقوم باستغلال حاجة الناس للمياه الصالحة للشرب لبيعهم إياها بأثمان لا تقوى على تسديدها جميع العائلات بالبلدية التي تعتبر فلاحية بالدرجة الأولى في مقابل ذلك يسجل غياب عنصر أساسي لتنميتها وتنمية فلاحتها ممثلا في عنصر الماء. هذا وتضطر البلدية مع أزمة المياه الحادة التي تعرفها إلى التقشف في كميات المياه المتوفرة لديها بتزويد سكان البلدية مركز والقرى القريبة بنصف ساعة يوميا، وهي كمية لا تكفي لسد حاجيات السكان الذين لا يتمكنون من ملء خزاناتهم أو حتى دلائهم المعدة للشرب والاستعمال المنزلي، بسبب تنظيم عملية توزيع عادلة ما بين سكان الأحياء والقرى، ويتساءل سكان البلدية عن عدم استفادة بلديتهم من مشروع تزويد المناطق الساحلية بالمياه الصالحة للشرب الذي ينطلق من سد «سيدي يعقوب» مرور ببلديتهم على مسافة أكثر من 100 كلم ضمن رواق «الشلف – تنس- القلتة» مزودا 9 بلديات ساحلية من المياه الصالحة للشرب دون استفادة البلدية التي يمر فوق أرضها، ورغم تقدم مصالح البلدية بطلبات إلى مديرية الرّي بالولاية بالمشكل الحاصل، إلا أن هذه الأخيرة لم تجب على طلبات هؤلاء السكان الذي يبقون يبحثون عن قطرة ماء رغم أنه الأنبوب يمر على مقربة من منازلهم ليزود بلديات الشريط الساحلي للولاية.