وضعت الأممالمتحدةالجزائر في صدارة ثمانية بُلدان إفريقية نجحت في تحقيق أهداف الألفية في مجال مواجهة أزمة المياه، وفي المقابل حذّرت الهيئة الأممية بلدان القارة السمراء التي أدرجتها خارج هذه القائمة إلى ضرورة التعجيل بإعداد إستراتيجيات ناجعة قصد تجاوز هذا الإشكال، وقد أكدت بأن أمامها خمس سنوات فقط من أجل تجسيد ذلك. تصدّرت الجزائر القائمة التي أعدّها برنامج الأمم المُتحدة للمحيط التي ضمّت ثمانية بلدان افريقية ستحقق أهداف الألفية فيما يتعلق بأزمة المياه، وبحسب البرنامج فإن الأمر يتعلق بكل من جنوب إفريقيا ومصر، إلى جانب تونس والمغرب ومعهما ليبيا، بالإضافة إلى كل أنغولا وبوتسوانا. ويُشير بيان الهيئة الأممية، الذي نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تفاصيله كاملة، إلى أن البلدان الإفريقية المتواجدة خارج «قائمة الثمانية» ستُواجه مشاكل كبيرة في توفير المياه خلال المرحلة المقبلة إذا لم تتخذ التدابير الكفيلة بتجاوز الوضع الحالي، وهو ما يعني بأن حوالي 45 دولة في إفريقيا معنية بالتحذير ومُطالبة بإعداد الإستراتجيات المُناسبة في مجال المياه. وعلى هذا الأساس جاء في برنامج الأممالمتحدة للمحيط فيما يرتبط بتوفير الماء الشروب، بأن ما لا يقل عن 26 دولة إفريقية فقط من أصل 53 سيكون بإمكانها توفير ذلك بحلول العام 2015، لافتا إلى أن عدد الأشخاص المحرومين من المياه الصالحة للشُرب في إفريقيا وصل حوالي 341 مليون خلال 2006، أي بنسبة بلغت 36 بالمائة من عدد سكان القارة السمراء، وأضاف أن 242 مليون نسمة فقط من سكان القارة من أصل أكثر، من إجمالي 1 مليار شخص، يستفيدون من أنظمة توفير المياه، بينما سيستفيد 370 مليون شخص آخرين من خدمات توفير المياه بحلول عام 2015. وعلى الرغم من ذلك فإن بيان منظمة الأممالمتحدة كشف عن تراجع واضح في نسبة الأشخاص المحرومين من مياه للشرب، حيث انخفضت من 40 بالمائة خلال 1999 لتصل إلى مُستوى 36 بالمائة عام 2006، وأوردت في مُقارنتها إلى أن هذا التحسّن يبقى مؤشرا غير كاف، وهو ما دفع بها إلى توجيه دعوة صريحة إلى البُلدان المعنية بالأمر من أجل بذل مزيد من الجهود قصد تخفيض هذه النسبة، وبذلك يصل معدل استفادة الشخص الواحد من الماء في إفريقيا إلى 4.008 متر مُكعب، في وقت يشهد فيه المعدل العالمي نسبة 6.498 متر مُكعب للشخص الواحد. وبإصدارها هذا التقرير تكون الأممالمتحدة قد اعترفت بشكل مُباشر بجهود الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية، من خلال الوقوف على حجم المشاريع والبرامج التي استفاد منها قطاع الموارد المائية خاصة في مجال بناء السدود بالإضافة إلى توسيع عدد محطات تحلية مياه البحر، إلى درجة أصبح فيها الجزائريون يستفيدون من المياه الصالحة للشُرب دون انقطاع 24 ساعة على 24 ساعة. وبذلك يُؤكد برنامج الأمم المُتحدة للمُحيط ما جاء من تصريحات وزير الموارد المائية، «عبد سلال»، عندما أوضح بأن الجزائر تمكنت من تحقيق أهداف الألفية التي سطرتها منظمة الأممالمتحدة للتنمية المائية المستدامة، مُرجعا ذلك إلى البرنامج الذي رصدته الحكومة من أجل تنفيذ البرنامج المتكامل للاستثمارات في قطاع المياه منذ ما يقارب العشرية. وتُفيد أرقام «سلال» بأن مصالحه نجحت في السنوات الأخيرة من رفع مُعدّل ربط الشبكات العمومية للمياه الشروب والتطهير إلى حوالي 93 و86 بالمائة على التوالي، وبحصة يومية قاربت 168 لتر يوميا، مثلما سبق لوزير الشؤون الخارجية، «مُراد مدلسي» أن أكد بدوره بأن الجزائر حققت نسبة 93 بالمائة من إيصال الأسر بالمياه الشروب و86 بالمائة من عمليات الربط بشبكات التطهير.