تعرف أسعار البرتقال بولاية الشلف هذه الأيام أرقاما قياسية لم تشهدها من قبل رغم وفرة المنتوج بكثرة وقربه من الأسواق المحلية، حيث تعد الولاية الثالثة على المستوى الوطني بعد مدينتي "بوفاريك" و"معسكر" في إنتاج الحمضيات، وذلك بفضل البساتين المنتشرة والموزعة على معظم بلديات الولاية. وحسب مصدر من مديرية المصالح الفلاحية للولاية، فإن الكثير من المستثمرين يقومون بتسويق منتوج البرتقال دون أن يتم نضجه بالكامل، حيث يقوم الكثير من الباعة حاليا بتسويق البرتقال ذات اللون الأخضر، وهو ما يعد مخالفة للتنظيمات المعمول بها، حيث أن نسبة الحموضة في هذا المنتوج تكون أكثر من نسبة السكر، وهو ما يعني انعدام فعالية هذه الفاكهة التي يقبل عليها المواطنون بكثرة خصوصا في هذه الأيام الباردة، وحسب نفس المصدر فإن منتوج البرتقال في الولاية يكمل نضوجه بالكامل ابتداء من منتصف شهر أكتوبر، على خلاف المنتوج الذي سوق في فترة سابقة ولا يزال يباع بأسواق الولاية رغبة من هؤلاء المستثمرين في تحقيق مكاسب مادية على حساب صحة المواطن. ورغم هذا المنتوج المتوفر حاليا بكثرة إلا أن الأسعار لا تزال بعيدة عن متناول المواطن البسيط، حيث لا تزال أسعار البرتقال في سقف ال 100 إلى 120 دينارا للكيلوغرام الواحد، وهي أسعار مضاعفة عما كانت عليه في السنتين الماضيتين إلى طرح العديد من الأسئلة عن الجهة المتحكمة في تحديد أسعار هذه المادة التي يكثر عليها الإقبال في هذا الفصل، والتي لا تخضع فيها هذه الأسعار إلى منطق اقتصادي حيث أن بعض الفواكه الاستوائية التي تقطع عشرات الكيلومترات تصل إلى أسواقنا المحلية بأقل الأسعار المباعة بها منتجاتنا الفلاحية المحلية كما هو الشأن بفاكهة الموز التي لا تزيد هذه الأيام عن 100 دينار في أشد الأوقات بينما تبقى أسعار المنتجات المحلية من الحمضيات المحاطة ببلديات الولاية في العنان، حيث لم تنزل أسعار البرتقال عن 140دينارا للكيلوغرام الواحد، وكذا الأمر بالنسبة لليمون الذي صار 400 دينار للكيلوغرام الواحد وهو أقل سعر يباع به نفس الشيء ينطبق على بقية الأنواع الأخرى من الحمضيات. للإشارة تقدر المساحة الإجمالية لبساتين الحمضيات بالولاية ب 5800 هكتار بإنتاج لا يتجاوز في أحسن الأحوال ال 60 ألف طن، وتشتهر الولاية نوعين من الحوامض وهما "واشنطن نافال" بمساحة تقارب ال 3350 هكتارا متبوعة بنوع"الكليمنتانين" و"الدوبل فين" الموزعة على مساحة تصل إلى 1270 هكتارا، فإنتاج الحمضيات بالولاية يعرف تراجعا رهيبا مقارنة بالسنوات الماضية، نتيجة لتقلص المساحات المسقية بسبب تقليص كميات المياه المقتطعة من سد "وادي الفضة" والموجهة للسقي الفلاحي، وكذا عزوف الكثير من المستثمرين الفلاحين عن التوجه إلى هذا النوع من الفلاحة لتكاليفها الكبيرة وكذا قلة الإمكانيات المرافقة لها. الأمر الذي أدى إلى تراجع مكانة هذا الأخير، بعدما تم القضاء على أشجار البرتقال لصالح منتوجات زراعية أخرى، طمعا في الكسب السريع والقليل الاستثمار، فضلا عن مشكل أضحى يهدد هذه الشعبة من الفلاحة بالولاية والذي يتمثل في "هرمّ" أشجار البرتقال التي أضحت اليوم غير قادرة على الإنتاج أكثر، حيث نجد ما يصل إلى 760 هكتارا تزيد فيه عمر الأشجار عن ال 50 سنة، وهو ما يستدعي قلع وتجديد هذه الأشجار في حين تشكل الأشجار التي يصل عمرها إلى أقل من 10 سنوات إلى ألف هكتار فقط، فيما تصل 2500 هكتار إلى 30 سنة من التواجد والإنتاج، وحسب مصدر محلي فإن الوزارة الوصية ستتكفل بتدعيم هذه الشعبة عن طريق تخصيص اعتمادات مالية لغرس قرابة 06 آلاف هكتار من الحمضيات، للمحافظة على مكانة الولاية في هذا الإنتاج.