لم يجد بارونات المخدرات بولاية بجاية خيار آخر سوى محاولة استغلال التلاميذ في بيعها وترويجها في أوساط الشباب لاسيما المدمنين منهم، بعد أن ضيقت مصالح الأمن بمختلف أسلاكها الخناق عليهم وعملت على شل نشاطاتهم إلى حد بعيد، بشكل لم يكن في حسبان هؤلاء، وهو ما يبين أن الإستراتيجية الأمنية المنتهجة ميدانيا أعطت نتائج إيجابية للغاية. وتبعا لذلك يحاول البعض من هؤلاء المجرمين البحث عن طرق أخرى قد تخرجهم من المأزق الحالي، وتمكنهم من ترويجها في الوسط المدرسي، حيث أن عددا من تلاميذ المتوسطات والثانويات باتوا اليوم أشبه بفريسة سهلة الاصطياد، وفي ذات الوقت فإن استغلالهم ليس بالأمر الصعب بالنسبة إلى هؤلاء المنحرفين، وهم بهذا الشكل يروجون لهذا السم بعيدا عن أنظار الأمن والمراقبة، كما أن الخطورة أضحت تزداد بصورة مطردة في الوسط المدرسي وتهدد كيان المجتمع برمته، ذلك أن إقحام التلاميذ في مجال المخدرات أمر خطير للغاية سواء على المدى القريب أو البعيد، والمسؤولية في هذه الحالة لا تتحملها المدرسية وحدها في محاربة مروجي المخدرات، بل إن للأسرة قبل غيرها كامل المسؤولية في حماية أبنائها من الخطر الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم، ليصبح بعدها التجند مجتمعيا لوضع حد لهذه الظاهرة التي راحت تمس تلاميذ المتوسطات والثانويات، أما الوسط الجامعي فإن الحديث عنه ليس بالجديد، ذلك أن جل التقارير تؤكد انتشارها في أوساط الطلبة وخاصة بالإقامات الجامعية. بدورهم الأخصائيون في علمي الاجتماع والنفس مدعوة بمحاولة وكبح جموح المجرمين الذين يحاولون التلاعب بالتلاميذ وإقحام المؤسسات التعليمية في عالم المخدرات، للإشارة فإنه وفي المدة الأخيرة سعت مصالح الأمن بالولاية من خلال نشاطها المكثف ميدانيا في وضع قبضتها على العديد من الأشخاص والجماعات التي تحاول الترويج سواء من باب الاستهلاك أو التجارة بالمخدرات في العديد من المناطق منها عاصمة الولاية، «خراطة»، «سوق الاثنين»، «توجة» وغيرها، وهذا دون صرف النظر إلى الكميات المحجوزة من طرف مصالح الجمارك على مستوى ميناء بجاية والتي حاول أصحابها تمريرها إلى الصفة الأخرى من القارة الأوروبية.