احتفاء باليوم العالمي للمرأة، تواصلت أمس فعاليات الملتقى الدولي حول "الشّعر النّسوي" بتلمسان بمناقشة المحورين المتبقين في البرنامج وهما "تطورات وتحولات للإنتاج الشعري النسوي والبحث وتثمين التراث الشعري النسائي. وكان المشاركون قد تطرّقوا في اليوم الثاني من أشغال الملتقى إلى مختلف الأجناس الشعرية النسائية التي جادت بها قريحة المرأة في شتى المناسبات الاجتماعية للتعبير والإفصاح عن المكبوت اليومي. وقد تعرّض الدكتور محمد سعيدي عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تلمسان إلى "الأغنية البدوية النسوية" التي قال عنها "إنها إطار معرفي وثقافي ونفسي واجتماعي و سياسي مرتبط بهوية انتماء المرأة من حيث كيانها الخاص والمتميز والذي يبحث لنفسه عن مكانة ضمن المنظومة الاجتماعية والثقافية والفنية التي تأسست وفق رؤية ذكورية". أمّا الدكتورة خناتة بن هاشم من نفس الجامعة فقد تناولت إحدى الأنماط الشعرية التي انفردت بها المرأة التلمسانية عن غيرها ويتعلق الأمر ب"الحوفي" الذي هو عبارة "عن مواويل شعرية تتناغم مع الطابع الحضري للمدينة التي ظلت في تواصل واع بالثقافة الأندلسية شعرا وغناء" مؤكدة "أن الحوفي يعد أجمل أشكال ذلك التواصل". كما سلطت الأستاذة فاطمة داود من جامعة مستغانم الضوء على "المديح النسوي" مشيرة إلى أنه حظي بمساحة واسعة في الأدب العربي عبر العصور وقد سمح بإعطاء فن جديد يستقي من الترانيم الدينية الأندلسية والموشحات في المغرب العربي" وتؤديه مجموعة من النسوة أو "المداحات" بصبغة خاصة في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف والختان. و من جهتها تعرضت الدكتورة رشيدة سبتي من جامعة الجزائر إلى "الطابع الصراوي" الذي هو عبارة عن تراث شعري شفهي تتغنى به النسوة في المناسبات الاحتفالية المختلفة بمنطقة سطيف وضواحيها حيث أوضحت أن هذا التراث الشعري الذي لم يتم جمعه وتدوينه لحد اليوم تؤديه النسوة دون الاستعانة بالآلات الموسيقية. ويتناول هذا التراث الشعري النسوي حسب المحاضرة مواضيع عديدة منها ما يتعلق بحياة النساء وعلاقتهن مع الجنس الآخر وتحديهن للضغوطات الاجتماعية فضلا عن مواضيع ثورية ووطنية وغيرها. كما تناول المشاركون في هذا اللقاء المنظم طيلة ثلاثة أيام من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالتنسيق مع جامعة "أبو بكر بلقايد" لتلمسان إلى بعض الأجناس الشعرية النسوية الأخرى مثل الأغنية الشعبية النسوية الموجهة للأطفال وأشعار الترقيص والهدهدة. وبواسطة هذه الأشعار تشرع الأم في تدريب الطفل على تلقين اللغة حسب الأستاذ العيد جلولي من جامعة ورقلة .