تسير البطولة المحترفة نحو نهايتها وهو ما جعل الجولات الأخيرة تعرف التنافس الشديد بين أندية المقدمة والمؤخرة خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية لمن سيظفر بالمراتب الأولى المؤهلة للمنافسة الإفريقية من جهة والأندية التي تصارع للبقاء مع الكبار . وسيكون الصراع على أشده اليوم في كل الملاعب تقريبا، حيث يهدد شبح السقوط أكثر من ثمانية فرق. و من المتوقع أن تكون الجولات الأخيرة حاسمة للتعرف على الفرق الثلاثة التي ستودع الرابطة المحترفة الأولى ، وعلى الفرق الأكثر عرضة للهبوط، وداد تلمسان و اتحاد البليدة و شباب أهلي برج بوعريريج، التي تتذيل جدول الترتيب ب 28 نقطة بذل جهد مضاعف إن أرادت البقاء ضمن مجموعة النخبة. فقد نجح حامل لقب البطولة «مولودية الجزائر» في الخروج من عنق الزجاجة باقتنائه 7 نقاط من أصل ال 9 الممكنة خلال مقابلاته الثلاث الأخيرة. لكن على الرغم من هذا فإن عميد الأندية الجزائرية لم يضمن حسابيا البقاء في الرابطة الأولى. فرفاق «مقداد» سينزلون ضيوفا على «مولودية سعيدة» يوم الثلاثاء 28 جوان قبل استقبالهم لاتحاد البليدة الذي يعد من أكبر المهددين، و يواجهون شبيبة القبائل في المباراة الأخيرة بتيزي وزو. وتبدو نهاية الموسم في صالح أشبال المدرب «نور الدين زكري» الذين بإمكانهم ترسيم بقائهم في الرابطة الأولى حتى قبل الجولة 30 و الأخيرة. كما أن الاتحادين، العاصمي والعنابي، الذي يحوز كل منهما 32 نقطة، ليس في منأى عن الهبوط، وعليهما مضاعفة الجهد للبقاء ضمن مجموعة النخبة. فالعاصميون الذين تعادلوا في الداربي المحلي بدون أهداف أمام شباب بلوزداد بملعب 20 أوت 1955، سيستضيفون خلال الجولة 28 المقررة مساء الغد «شبيبة القبائل»، وهو موعد قد يمكن رفاق «محمد أمين عوامري» من تدعيم حظوظهم في البقاء، قبل الذهاب إلى الشلف لمواجهة البطل الجديد «أولمبي الشلف»، ثم استقبال «اتحاد عنابة». أما «العنابيون» فسيكونون أمام امتحان حقيقي مساء الغد ضد صاحب المرتبة الأخيرة، شباب البرج الذي يؤمن أشد الإيمان بحظوظه في البقاء، خاصة بعد الفوز بداربي الهضاب العليا (3-1) أمام «وفاق سطيف». وتبدو رزنامة نهاية الموسم في صالح فريق الرئيس «منادي»، كون تشكيلة المدرب «بسكري» تستقبل مرتين متتاليتين، «أهلي برج» و «وفاق سطيف»، قبل التنقل إلى العاصمة لمواجهة الاتحاد العاصمي ل «هيرفي رونار». وإذا لم يتأكد أي فريق من الهبوط إلى الرابطة الثانية، فان نهاية هذا الموسم تعد بمواجهات مثيرة و شديدة التنافس بين أندية الأندية المهددة. وتتميز هذه بمواجهات منتظرة بين «اتحاد البليدة» و «مولودية العلمة» وهي مباراة ذات رهانات كبيرة للفريقين المهددين بالهبوط. فالعلميون الذين يتقاسمون المرتبة 12 مع جمعية الخروب ب 31 نقطة، سيلعبون مباراة من ست نقاط في البليدة. أما البليديون الذين عادوا من «تيزي وزو» بفوز (1-0) أمام شبيبة القبائل، فعليهم التأكيد أمام «مولودية العلمة» التي ستستقبل بعد ذلك شبيبة القبائل، قبل التوجه إلى العاصمة لمواجهة «اتحاد الحراش». كما أن «وداد تلمسان» الذي يبقى على انهزامين متتاليين، سوف لن يكون أمامه اختيار آخر إلا الفوز على «شباب بلوزداد» إن أراد الحفاظ على حظوظه في البقاء. حيث يتوجه التلمسانيون بعد ذلك إلى البرج لمواجهة الأهلي المحلي فيما يشبه مباراة نهائية من أجل البقاء، قبل أن ينزل ضيفا على أولمبي الشلف خلال الجولة الأخيرة. و بخلاف الاتحاد البليدي و الوداد التلمساني، اللذان يلعبان مرتين في ميدانهما، فإن شباب «أهلي البرج » لم يستفد من الرزنامة، كونه سيتنقل مرتين. وهي تفاصيل قد تكون حاسمة في النهاية. فعلاوة على الانتقال إلى عنابة و بجاية، سيستقبل " الجراد الأصفر" وداد تلمسان، خلال الجولة 29، في مباراة يمنع الخطأ فيها على الفريقين. وإذا كان لقب البطولة قد منح لأولمبي الشلف قبل الأوان، فإن المعطيات الخاصة بفرق مؤخرة الترتيب لم تفصح عن قرارها، أين تكافح العديد من الفرق من أجل هدف واحد: ضمان البقاء في الرابطة الأولى.