في إطار التظاهرة الدولية “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية؛ تحتضن تلمسان الطبعة الثالثة للمهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية بقصر الثقافة “إيمامة” بحضور جمع كبير من الفنانين ومحبي الموسيقى. انطلقت هذه التظاهرة سهرة أول أمس وقد تمّ تحويلها استثنائيا إلى تلمسان بعد أن كانت تنتظم عادة بمدينة القليعة، وتدوم حتى ال 4 ديسمبر القادم. يشارك في هذه الطبعة مطربون معروفون من تلمسانوالجزائر وقسنطينة وعنابة. كما تحضر أيضا فرق من إسبانيا والبرتغال وفرنسا وتونس وليبيا والمغرب إلى جانب جوق من ولاية تيبازة يضم أحسن أعضاء سبع جمعيات موسيقية من القليعة وشرشال والحجوط حسب ما أوضحه محافظ المهرجان بلبليدية عبد الحميد. وتتميز الطبعة هذه بتكريم شيوخ كبار أمثال الحاج غفور ومحمد الخزناجي وساري عبد السلام وبن تريكي الذين ساهموا في الحفاظ وحماية هذا التّراث الموسيقي. وقد شهد اليوم الأول من المهرجان صعود مجموعة “الحاج محمد الغفور” وجوق “سمير تومي” على الرّكح حيث استمتع الجمهور بمقطوعات متنوعة من الموسيقى الأندلسية والحوزي. وتعتبر مجموعة “الحاج غفور” المتشكلة من أخويه وابنه وعدد من الموسيقيين كاستمرارية لشيخ غفور حيث تعمل على إعادة إنتاج الرصيد الثري للحوزي والملحون والأندلسي. أما جوق سمير تومي الذي تكون في جمعية “الموصلية” تحت أشارف الأستاذ الكبير سيد أحمد سري فقد بدأ مشواره بين 1992 و1993 حيث أسس فرقته الخاصة المتكونة من موسيقيين محنكين. ونشط سهرات عبر كل تراب الجزائر ليتألق في الطرب التقليدي الحضري والحوزي خاصة مع تأديته لعدة طبوع من التراث الموسيقي الجزائري والمغاربي. ومن جهة أخرى كرم المنظمون بالمناسبة الشيخ الحاج غفور البالغ من العمر 81 سنة تقديرا وعرفانا لمشواره الفني المتميز وموهبته التي سمحت له بالحفاظ وتطوير الموروث الموسيقي الحوزي والأندلسي بشكل عام. كما ينتظم عل هامش المهرجان معرض للصور مخصص لهذا التراث الموسيقى من تقديم المصور علي حفيظ. وملتقى “الشيخ محمد بن يلس التلمساني” يختتم اليوم يختتم اليوم الملتقى الدولي حول “الشيخ محمد بن يلس التلمساني”، الذي انتظم إحياء للذكرى المئوية لهجرة 1911، وقد شهد مشاركة أساتذة وباحثين من داخل وخارج الوطن والعديد من ممثلي الزوايا، من بينهم الدكتور زعيم خنشلاوي مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بتلمسان الذي اعتبر أن “هجرة 1911 الجماعية إلى الشام كانت تعبيرا عن رفض الجزائريين للاستعمار ووسيلة لمواصلة المقاومة”. وقد حاول المحاضر الرد على من اعتبر الهجرة “مقاومة سلبية ونوعا من الهروب من الواقع” مستشهدا بآيات قرآنية التي تعتبر أنّ الهجرة إلى الله مقدمة إلى الجهاد قبل أن يؤكّد المتدخل أن “الهجرة ليست فسحة وإنما تضحية بالمال والأهل والأرض”. وأضاف الدكتور خنشلاوي أن هجرة الشيخ بن يلس جاءت بعدما أفتى للشباب لحثهم على رفض التجنيد الإجباري الذي سنته فرنسا سنة 1910 وقد كان من الذين طبقوا هذه الفتوى على رأس قوافل من العائلات الجزائرية التي رحلت إلى الشام تاركة وراءها كل ما تملك. وأوضح المحاضر أنه “كان للشيخ بن يلس نشاط نضالي في دمشق لتأجيج نار الثورة ضد الانتداب الفرنسي بسوريا وتأسيس زاوية الرحمة الإلهية بأرض الوطن تعلم فيها المناضلون في الحركة الوطنية أمثال مصالي الحاج” .