تقرّر استئناف جولة المفاوضات بين جبهة «البوليساريو» والمغرب خلال شهر مارس المقبل بحسب ما أورده أمس مصدر في الحكومة الصحراوية. ولا يتوقّع أن يحصل أي تقدّم جديد في الملفات المطروحة بسبب تمسّك كل طرف بمواقفه، لكن المؤشرات الأخيرة التي تحدّث عنها الرئيس التونسي «منصف المرزوقي» من شأنها أن تترك أثرها على هذا الاجتماع المرتقب. أعلن مصدر صحراوي أن الجولة الجديدة من المفاوضات غير الرسمية المقرّرة بين جبهة «البوليساريو» والمملكة المغربية شهر فيفري الحالي، قد تأجلت إلى النصف الأول في من شهر مارس المقبل، على أن تنعقد في منتجع «غرين تري» بالقرب من مدينة «نيويورك» بالولايات المتحدةالأمريكية تحت إشراف الأممالمتحدة بحضور البلدين الملاحظين ويتعلق الأمر بكل من الجزائر وموريتانيا. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، «كريستوفر روس»، قد أكد في وقت سابق أنه سيواصل جهوده من أجل «ترقية مسار المفاوضات» بين الطرفين، موضحا أنه قد دعا الأطراف إلى جولة جديدة من المفاوضات التمهيدية بمنتجع «غرين تري لاند» ضواحي نيويورك. وصرّح المبعوث الأممي في حديث نشره مركز الأممالمتحدة للأخبار، نهاية شهر جانفي الماضي بأن «مجلس الأمن ينتظر الآن من الأطراف أن يتفاوضوا على حل سياسي بمساعدة الأممالمتحدة، ومساعدة دول الجوار، وكذلك المنتظم الدولي»، دون أن يُخفي أمله في أن «يتمتع شعب الصحراء الغربية» سواء في المناطق المحتلة أو في مخيمات اللاجئين «بكامل حقوق الإنسان بما فيها حرية التعبير عن أرائهم حيال مستقبل بلدهم». وكانت الجولة الثامنة من المفاوضات التمهيدية بين المملكة المغربية وجبهة «البوليساريو» برعاية الأممالمتحدة قد جرت في ضاحية «مانهاست» بنيويورك في النصف الثاني من شهر جويلية من العام الماضي قد انتهت إلى الفشل مجدّدا في تحقيق أي تقدم يذكر لإيجاد تسوية لهذا النزاع المزمن منذ عام 1975، وهو ما أرجعه الطرف الصحراوي إلى «استمرار المغرب في التعنت على مقترح الحكم الذاتي ورفضه السماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره بنفسه». وبالعودة إلى نتائج تلك الجولة فإن رئيس وفد «البوليساريو»، «خطري الدوه»، وهو رئيس البرلمان الصحراوي، كان أول من خرج من المحادثات لكي يشرح للإعلام الدولي موقف وفده، مؤكدا أن الحل للنزاع «مازال بعيد المنال»، وأنه «لا بد أن يكون من خلال استفتاء شفاف ونزيه بإشراف الأممالمتحدة ويضم الخيارات الثلاث». وقال «الدوه» حينها «نحن نرى أن على المجتمع الدولي أن يكون حاضرا معنا، وبالخصوص مجلس الأمن الدولي، لكي يلح على الطرفين بأن يذهبا في النهاية إلى حل يمكن الشعب الصحراوي من تقرير المصير». أما الأممالمتحدة مضيفة المحادثات، فقدمت بيانا دون الإجابة عن أية أسئلة، تناول قضايا هامة طلبها الطرفان من الأممالمتحدة، مثل إيجاد آليات لضمان حقوق الإنسان، وترتيب اجتماع خاص بدراسة قيمة الثروات الطبيعية في الإقليم، وكيفية استغلالها، وكيفية إزالة الألغام الأرضية الموجودة فيه.