وصفت وسائل الإعلام المصرية الاستقبال الذي خصّ به المشير «حسين طنطاوي»، رئيس المجلس الأعلى لقوات المسلّحة المصرية، سفير الجزائر المنتهية مهامه بالقاهرة، «عبد القادر حجار»، ب «السابقة الأولى من نوعها» خاصة بعد أن تسلّم الأخير «درع القوات المسلّحة»، وهي المناسبة التي أكد فيها «طنطاوي» رغبة بلاده في تطوير علاقاتها المتميّزة مع الجزائر. أولت الصحافة المصرية أمس اهتماما بالغا ب «استقبال الوداع» الذي حظي به السفير «عبد القادر حجار» من طرف المشير «حسين طنطاوي»، حيث استرجعت في سياق تحليلها للحدث الفترة العصيبة التي مرّت بها العلاقات بين الجزائر ومصر في فترة من الفترات التي أعقبت مباراتي منتخبي البلدين في التصفيات المؤهلة إلى «مونديال جنوب إفريقيا 2010» في نوفمبر 2009، ولفتت إلى أنه لم يسبق للمشير أن استقبل أيّ من السفراء الأجانب لتوديعهم بهذه الطريقة. وبحسب التفاصيل التي تداولتها وسائل الإعلام المصرية فإن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلّحة لم يُفوّت الفرصة ليخصّ السفير «حجار» بتكريم متميّز من خلال تقليده «درع القوات المسلحة» بعد أن قضّى ثمان سنوات في منصبه الذي يغادره باتجاه تونس حيث عيّنه رئيس الجمهورية سفيرا مفوّضا فوق العادة. وأشارت بعض التعليقات إلى أن خطوة المشير ما هي سوى «لفتة كريمة» تؤكد الحرص الذي توليه القيادة المصرية الجديدة بعد «ثورة 25 يناير 2011» «على توثيق أواصر العلاقات مع الجزائر وتجاوز الأزمة التي تسبب فيها نظام الرئيس المخلوع». وتعليقا على التكريم التي لقيه من طرف المشير «حسين طنطاوي»، كشف «عبد القادر حجار» في تصريحات إعلامية أن اللقاء «تناول سرعة العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعوة اللجنة العليا المشتركة للانعقاد برئاسة رئيسي البلدين بعد الانتخابات الرئاسية في مصر»، معلنا أن الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» سبق أن أبدى استعداده لعقد اللجنة على مستوى الرئيسين خلال استقباله لوزير الخارجية المصري، «محمد كمال عمرو»، شهر نوفمبر الماضي خلال أول زيارة رسمية له بعد الثورة. وأكد «حجار» أن «طنطاوي» شدد على أهمية «العلاقات التاريخية» بين البلدين، مبرزا أن هذا الأخير دعا إلى دعمها وتنمية التعاون بين القطاعات المختلفة وفي كل المجالات، كما تحدث عن أهمية التشاور السياسي ومواصلة الجهود خاصة في القضايا الحادة والمعقدة التي تمرّ بها الأقطار العربية، خاصة الأزمة السورية، كما أبلغه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلّحة أن «وجهات النظر بين مصر والجزائر متطابقة في ما يتعلق برفض التدخل الخارجي في سوريا»، وأن الحل «يبقى عربيا وتحت مظلة الجامعة العربية». وذكر «عبد القادر حجار» أن التوافق حاصل بين الجزائر ومصر على أن الخيار يكمن في المبادرة التي تقدمت بها الجامعة وحظيت بموافقة الحكومة السورية، مذكّرا بأنها تدعو إلى الوقف الفوري للعنف من جميع الأطراف، وسحب المظاهر المسلحة العسكرية من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين نتيجة هذه الأحداث، وكذا السماح بدخول وسائل الإعلام إلى سوريا، والبدء الفوري في حوار جدي وسريع بين الحكومة وأطياف المعارضة في الداخل والخارج. كما أفاد سفير الجزائر المنتهية ولايته في القاهرة أن العلاقات الثقافية بين مصر والجزائر تبقى بحاجة إلى «جهد كبير بين البلدين» نظرا لما اعتبره «تأثرها بالأزمة الكروية في مجال الإعلام ومقاطعة التلفزيون الجزائري للأعمال الدرامية والمسلسلات والأفلام المصرية»، وأشار بالمناسبة إلى «تعاطف واحترام شعب الجزائر مع مصر الثورة وشعبها بعد سقوط النظام السابق» الذي حمله مسؤولية نشوب الأزمة الكروية بين البلدين.