بعد غياب دام أربعة أشهر كاملة عن الساحة الثقافية، استطاع المشرفون على فضاء صدى الأقلام إعادة بعثه من جديد تاركا بصمته الإبداعية المعتادة على الساحة الأدبية من خلال القامات الأدبية التي يستضيفها، حيث كانت ضيفة أوّل موعد أدبي بعد العودة الكاتبة والشاعرة والمترجمة “سميرة نقروش“. هذا اللقاء الأدبي المميز الذي احتضنته قاعة الحاج عمر بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي حضره جمع من الأدباء والكتاب الجزائريين أمثال بوزيد حرز الله و الروائية أمينة شيخ و نعيمة معمري بالإضافة إلى الإعلاميين. وقد خلق الفضاء الأدبي مزاوجة شعرية جميلة بين الشاعرة سميرة نقروش التي ألقت بحسّها المرهف نصوصا شعرية باللغة الفرنسية، كما ألقى من جهته الشاعر عبد الرزاق بوكبة النصوص الشعرية ذاتها مترجمة إلى اللغة العربية، وقد أكدت الشاعرة في نقاش جمعها بالأدباء والإعلاميين أنّ التجربة الإعلامية تأتي من تجربة القراءة، وقد أفادت أنّ علاقتها بالشعر تمخضت من خلال القراءة لكتاب وشعراء جزائريون أمثال محمد ديب ومالك حداد، كما أكدت من جهة أخرى أنّ الشاعر بحاجة إلى الهجرة مع الذات في عوالم الجمال وخبايا الكون، فالسفر الجسدي والروحي وحتى الفكري ضروري للاستلهام الشعري ونضج التجربة الشعرية حيث يمنحها جمالية أكثر، والشاعرة سميرة نقروش تستلهم نصوصها من الشعر الجاهلي والحديث والمعاصر، حيث ترجمت للعديد من الشعراء حيث كان لها الفضل في التعريف بهم بعد أن كان لا يعرفهم أحد سواء في الوطن العربي وخاصة الأوروبيين لأنّها تخاطبهم بلغتهم التي يفهمونها، وقد تأسفت عن بعض الترجمات الموجودة حاليا حيث مازال يترجم أصحابها بطريقة كلاسيكية تسيء كثيرا للنص بدل أن تقدمه بطريقة فيها إبداع و جمال مع المحافظة على خصوصية النص الأصلي، علينا أن نتولى نحن أنفسنا ترجمة ثقافتنا لإيصالها للآخر بطريقتنا، لأننا لو تركنا المجال للمستشرقين حتما سيترجمونها وفق تصورهم الخاطئ عنا. وفيما يخص العلاقة بين الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالعربية والفرنسية فقالت أنّ هناك قطيعة بينهما، فبالأمس كان كلّ منهما يحترم الآخر وأفكاره وتوجهاته، لكن اليوم أصبحنا ننتقد بعضنا بدون أن نقرأ أو نطلع على ما يكتبه غيرها، فالصراع هو بالدرجة الأولى إيديولوجي أكثر منه لغوي، وهذا الصراع اليوم أظن أنّه تجاوزه الزمن، فالشعر أصبح منفتحا على العالم بكل أجناسه وعلى مختلف لغاته، فالحوار أضحى أكثر من ضروري بين مختلف الثقافات. وتجدر الإشارة إلى أنّ سميرة نقروش جمعت بين الطب الروحي والجسدي، فبالإضافة إلى أنّها شاعرة ومترجمة فهي طبيبة، حيث أكدت في هذا الخصوص أنّ الجمع بين الطب والشعر ليس بالمهمة السهلة وقد كان الاختيار صعبا للغاية، لكن عندما نريد أن نصل إلى شيء ونحبّه بإيمان نستطيع أن نوفق في اختياراتنا.