أعلن الرئيس المصري المؤقت، مساء أمس، حالة الطوارئ في البلاد، لمدة شهر كامل، عقب الأحداث المتتالية في الميادين التي كان يعتصم فيها أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، كما كلف الجيش بمساعدة الشرطة في جهود حفظ الامن في البلاد، واتجهت آليات الجيش المصري عقب دخول حالة الطوارئ حيز التنفيذ إلى ميادين الاعتصام لمآزرة قوات الأمن في فض الاعتصامات والاشتباكات مع المتظاهرين. وأثارت عملية فض اعتصامي أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المنتمي الى جماعة الأخوان المسلمين في ميداني "رابعة العدوية" في القاهرة و"نهضة مصر" في الجيزة ردود فعل منددة بطريقة التعامل مع المعتصمين ودعوات إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحوار العاجل والجاد بإعتباره الحل الأوحد للأزمة الراهنة. وتبقى الأنباء متضاربة بشأن عدد القتلى الناجم عن فض اعتصام انصار الرئيس المعزول حيث أعلنت هيئة اسعاف مصر التابعة لوزراة الصحة المصرية ارتفاع القتلى في عملية فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة الى 13 حالة وإصابة 98 آخرين فيما أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين عن سقوط 500 قتيل وآلاف الجرحى ، بينما اعلنت وزارة الصحة المصرية سقوط 95 قتيلا و اكثر من 750 جريحا وحملت الحكومة المصرية قيادات جماعة الاخوان المسؤولين المسؤولية الكاملة عن الدماء التي تراق وعمليات الشغب والعنف الدائرة حاليا مطالبة القيادات السياسية لتنظيم الإخوان بإيقاف عمليات التحريض التي تضر بالأمن القومي وحملت تلك القيادات المسؤولية كاملة عن أية دماء تراق وعن كل عمليات الشغب والعنف الدائرة. وأعربت في بيان القاه شريف شوقي المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء عن الأسى لوقوع ضحايا من الدم المصرى من أي طرف أيا كان توجهه واهابت بالمتواجدين على الأرض في أماكن الاعتصام بالعودة إلى الضمير الوطني والاستماع إلى صوت العقل وحفظ الدماء والكف الفوري عن استخدام العنف ومقاومة السلطات. بدوره جدد شيخ الأزهر أحمد الطيب ثبات موقف الأزهر الرافض لاستخدام العنف بديلا عن الحلول السياسية معربا عن أسفه لإراقة الدماء في البلاد وشدد على أن الأزهر "لايزال على موقفه من أن استخدم العنف لا يمكن أن يكون بديلا عن الحلول السياسية وأن الحوار العاجل والجاد هوالحل الأمثل للخروج من الأزمة". قال مصدر عسكري أمس بأن القوات المسلحة المصرية "لن تسمح بانزلاق البلاد إلي منعطف الفوضى والحرب الأهلية وأن هناك إجراءات حاسمة ستتخذ خلال الساعات المقبلة" ، وأضاف في تصريح لقناة تلفزيونية مصرية اليوم إن القوات المسلحة "لن تسمح بانزلاق البلاد إلي منعطف الفوضى والحرب الأهلية مهما كانت الأسباب". أشار إلى أن هناك أوامر وخطط من قيادات الإخوان إلى أنصارهم خلال الساعات الأخيرة ب"العمل الإجرامي وتخريب منشئات بمصر" من خلال إحراق أقسام الشرطة ومقار عدد من المحافظات ومجمعات المحاكم والكنائس التاريخية بصعيد مصر من أجل "إثارة الفتنة" وإدخال البلاد في الفوضى وأعمال عنف غير مسبوقة. هذا وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ تجاه المستجدات في مصر داعيا الأطراف المصرية كافة إلى ضبط النفس ونبذ العنف ، وبين المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل أن الاتحاد يتابع قيام قوات الأمن المصرية بإخلاء عدد من الميادين مشيرا إلى أن ارتفاع عدد المصابين يدعو إلى القلق ، من جهته دعا وزير خارجية ألمانيا جيدو فيستر فيله طرفي الصراع في مصر إلى نبذ العنف والعمل على تجنب إراقة مزيد من الدماء. وفي تركيا دعا الرئيس عبد الله غول السلطات المصرية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس معتبرا التدخل العسكري ضد المتظاهرين الموالين للرئيس المعزول محمد مرسي "غير مقبول مطلقا" ، كما استنكرت الخارجية القطرية بشدة طريقة التعامل مع المعتصمين "السلميين" في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" في مصر داعية أصحاب السلطة إلى الابتعاد عن الخيار العسكري لمواجهة الاعتصامات "السلمية".