ألقى نتنياهو خطابه المثير للجدل أمام الكونغرس خلال فترة أزمة الانتخابات (الإسرائيلية) ووسط الاضطرابات في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وفيما يلي 5 إحصائيات توضح الخلفيات السياسية وراء الخطاب، ووضع العلاقات (الإسرائيلية) الأمريكية: 1- من الذي استمع للخطاب؟
على الرغم من أن أكثر من 50 من الديمقراطيين في الكونغرس قد قاطعوا خطاب نتنياهو، إلا أن مكتب جون بوينر قد تلقى طلبات بلغت 10 أضعاف عدد المقاعد المتاحة في القاعة. وفي (إسرائيل)، كما وافق الخطاب فترات الذروة في الشبكات (الإسرائيلية)... ولكنه عرض متأخرا لمدة خمس دقائق. وكان ذلك لأن لجنة مراقبة الانتخابات قد قضت بأنها بحاجة إلى مراجعة أي محتوى ينظر إليه على أنه دعاية انتخابية لرئيس الوزراء.
مع كل التصفيق في الكونغرس لموقف نتنياهو المتشدد ضد إيران، قد يبدو موقف الرأي العام الأميركي الفعلي مفاجئا. فوفقا لاستطلاع حديث للرأي، ينظر 9٪ فقط من الأميركيين إلى إيران باعتبارها "أكبر عدو للولايات المتحدة اليوم". وقبل ثلاث سنوات، لم تتجاوز النسبة ثلث الأمريكيين. (فبالمقارنة مع روسيا، تراجعت إيران من المركز الأول إلى المركز الرابع). كما يؤيد أكثر من 60٪ من الأمريكيين إبرام اتفاق مع إيران "والذي يشمل السماح بقدر محدود من تخصيب اليورانيوم"؛ وهو الشيء الذي عارضه نتنياهو في خطابه. يذكر أن هناك فرقا واضحا بين الرأي العام (الإسرائيلي) والأمريكي تجاه إيران. ففي استطلاع أجري في عام 2013، كان 75٪ من الإسرائيليين "لديهم وجهة نظر سلبية تجاه إيران"، مقارنة مع 42٪ فقط من الأمريكيين. كما قال 85٪ من الإسرائيليين و 54٪ من الأمريكيين: "إن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا كبيرا".
لقد انخفض التأييد الشعبي لرئيس الوزراء (الإسرائيلي)، بنيامين نتنياهو في (إسرائيل)، حيث يخوض حزبه (الليكود) سباقا متقاربا مع أحزاب المعارضة. ولكن برغم تراجع دعمه في الداخل، فقد تنامى حجم تأييد نتنياهو في الولاياتالمتحدة. فقد تضاعف عدد الأميركيين الذين ينظرون إلى نتنياهو بشكل إيجابي (45٪ ضد 25٪)، وهو ما يعد ارتفاعا بمقدار 10 نقاط منذ عام 2012.
4-السياسة العربية الإسرائيلية
على الرغم من أن العرب يشكلون نحو خمس سكان (إسرائيل)، إلا أن كثيرا من العرب لا يقومون بالتصويت. (ففي عام 2013، بلغت نسبة الذين صوتوا 56٪ فقط مقارنة ب 70% من اليهود). ولكن العرب يكسبون مساحات في السياسة الانتخابية (الإسرائيلية). فقد اتحدت مؤخرا ثلاثة أحزاب عربية صغيرة لإنشاء "قائمة مشتركة". ويشمل الحزب الجديد مرشحين مسلمين، ومسيحيين، ودروز، وشيوعيين، ويهودا. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الحزب الجديد سيفوز ب 14 مقعدا في الكنيست في الانتخابات المقبلة. وقد كان 78٪ من الجمهور العربي "راضين جدا أو راضين باعتدال" عن إنشاء الكتلة العربية الجديدة، في حين أن 19٪ من الجمهور اليهودي شاركهم تلك المشاعر.
5- الهجرة
في فبراير الماضي، وصف نتنياهو نفسه باسم "ممثل (الشعب اليهودي) بأسره"، وشجع اليهود على الهجرة من أوروبا لإسرائيل. كما إن الهجرة إلى إسرائيل آخذة في الارتفاع. ففي عام 2014، وصلت أعداد اليهود الذين هاجروا إلى (إسرائيل) إلى أرقام أعلى مما رأيناه خلال عقد من الزمن. وكان مجموعهم 26500 يهودي في العام الماضي، وهو ما يشكل فقط 0.3٪ من إجمالي اليهود خارج (إسرائيل). حيث إن ما يقرب من نصف اليهود يعيشون خارج إسرائيل. ففي استطلاع حديث للرأي، قال 45٪ من المستطلعين (الإسرائيليين) إن اليهود في أمريكا هم أكثر أمانا منهم في (إسرائيل) مقارنة ب 28٪ الذين قالوا عكس ذلك.