أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مباركي، على ضرورة "بناء جامعة جزائرية "مبدعة ومتفتحة وتنافسية" توظف قدراتها الفكرية والمعرفية في تكوين الكفاءات والنخب بما يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وأوضح أول أمس في كلمة له بمناسبة تكريم وترقية نخبة من الأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين إلى مصاف أساتذة التعليم العالي ومدراء بحث، أن هذا التوجه "يشكل أحد أهم إصلاح التعليم العالي والذي يجب تعميمه بالقيام بتصحيح الإخلالات التي تظهر هنا وهناك". وأشار في هذا الصدد إلى المنشور المتعلق بإدماج حاملي شهادة ليسانس-ماستر-دكتوراه في سوق العمل والذي "ساهم بقسط كبير في معالجة هذه الإشكالية". واغتنم مباركي الفرصة للتأكيد على أن "تحسين نوعية التكوين وترقية البحث لا تقتصر على مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي فحسب، بل تعني مختلف قطاعات النشاط"، معتبرا أن تحقيق هذا المبتغى "لن يتأتى إلا بإرساء شراكات مثمرة وعلاقات متميزة بين الجامعة والمؤسسة". وأوضح أن كل المؤشرات تبرز بأن "النخبة العلمية الجزائرية العاملة داخل الوطن وخارجه هي الأكثر أهمية في إفريقيا والعالم العربي"، مشيرا إلى أن هذه النخبة "في انتظار تمثيل ضروري يسمح لها بالتعبير وبتعزيز مرئيتها في العالم". وتابع في هذا الشأن بأن "تأسيس أكاديمية للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر التي هي في طور الإنجاز سيسمح بمرافقة التطور العلمي والتكنولوجي للبلاد وضمان التواصل مع الهيئات العلمية الدولية ويكون بمثابة مرجعية علمية عالية". " ومن أجل ضمان الاستقلالية لهذه الهيئة والنوعية العلمية لأعضائها– يضيف مباركي– ستقوم لجنة تحكيم دولية مكونة من الأكاديميات الخمس الأولى في العالم باختيار النواة الأولى لهذه الأكاديمية، علما أن قبول العضوية فيها بعد تأسيسها يتم من قبل النظراء". كما أشار إلى أن القطاع "بصدد إنشاء معهد دولي في البحث في الرياضيات لترقية وتطوير هذا التخصص وفسح المجال أمام الباحثين الشباب في هذه المادة للتعبير عن قدراتهم العلمية". وأوضح أن هذا المعهد "سيكون قطبا للامتياز في الرياضيات وسيسمح ببروز نخبة جزائرية في هذا التخصص الأساسي، كما سيكون له دور في تحضير الشباب الباحثين وتمكينهم من تحقيق مرئية أكثر للبحث العلمي بالجزائر". من جهة أخرى، هنأ الوزير المكرمين من الاساتذة والباحثين ومن خلالهم كل الذين تسلموا أعلى المراتب الأكاديمية والعلمية في هرم منظومة التكوين والبحث على إثر مداولات اللجنة الوطنية الجامعية في دورتها ال33 التي سمحت بترقية 311 أستاذا محاضرا قسم (أ) إلى رتبة أستاذ في مختلف التخصصات. كما سمحت الدورة ال16 للجنة الوطنية لتقييم الباحثين الدائمين التي عقدت في يناير 2015 بترقية 5 باحثين إلى رتبة مدير بحث، مشيرا إلى أن هذا التكريم "سيتوسع في المستقبل ليشمل كذلك العلوم الطبية التي لها نظام ترقية مختلف". وأضاف مباركي أن هذه الدفعة من الأساتذة "ستعزز تأطير أطروحات الدكتوراه وتسهل تسيير مشاريع البحث في تطوير تكوينات التميز ذات الطابع الوطني تعتبر تحديا كبيرا للسياسة الجزائرية في التعليم العالي وإصلاح نظامه".