يضع المخرج الجزائري ياسين لعلاوي هذه الأيام اللمسات الأخيرة على فيلم روائي طويل يحمل عنوان "عملية مايو" يتناول فيه حياة مناضل جزائري من أصول فرنسية اسمه هنري مايو، سقط في ميدان الشرف عام 1956 وهو يكافح من أجل استقلال الجزائر . كتب سيناريو الفيلم السينمائي الجزائري عكاشة تويتة والسيناريست الفرنسية ناديا شار باتفاق مع وزارة الثقافة الجزائرية . وقال لعلامي إن الفيلم سيكون جاهزاً مطلع يوليو المقبل في الذكرى الثالثة والخمسين لحصول الجزائر على استقلالها عام 1962 . وأكد أن العرض الأولي سيكون متزامناً بالجزائر وباريس في حال لم تمنع عرضه السلطات الفرنسية كما حدث مع أفلام أخرى عالجت حرب الجزائر . انطلق العمل لتحقيق هذا الفيلم عام 2012 بمناسبة خمسينية الاستقلال . وتم تصوير المشاهد في عدة مناطق بالعاصمة الجزائر وعين الدفلى والشلف . وقصة هنري مايو حقيقية مثيرة وشيقة، فهو فرنسي الأصل هاجرت عائلته إلى الجزائر بعد احتلالها كما فعلت آلاف من العائلات الأوروبية . ينتمي إلى عائلة عمالية فتشبع بروح النضال من أجل الحقوق ومقاومة جشع الطبقة الرأسمالية المستغلة . وفي سن مبكرة انضم إلى العمل السياسي إلى جانب المقاومين الجزائريين وصار رئيساً لمنظمة اتحاد الشباب الديمقراطي الجزائري التابعة سياسياً للحزب الشيوعي . وحين اندلعت حرب استقلال الجزائر في الفاتح من نوفمبر 1954 كان هنري مايو ذو السادسة والعشرين صف ضابط في الجيش الفرنسي يؤدي الخدمة العسكرية، لكنه لم ينس واجبه الإنساني والوطني . وباتفاق مع قيادة الحزب الشيوعي استولى هنري مايو في الرابع من إبريل 1956على شاحنة عسكرية كانت في الطريق إلى إحدى ثكنات الجيش الفرنسي لتزويدها بالسلاح وكان بها نحو 300 بندقية ورشاش ومسدس و 12 كيساً من القنابل وكميات كبيرة من الذخيرة الحربية وأجهزة اتصال، وهرب بها إلى جبال منطقة عين الدفلى على نحو 200 كلم إلى الغرب من العاصمة الجزائر حيث كان ينتظره رفاقه من المقاومين الجزائريين . أسس معهم فرقاً محاربة باسم "مقاتلي الحرية" . وغداة فراره إلى صفوف الثورة كتب هنري مايو رسالة وجهها للصحافة الفرنسية نشرتها صحف باريسية عدة . وبعد أن شارك في عدة معارك وتفجيرات استهدفت مراكز الشرطة والجيش ومصالح الاحتلال بشكل عام في تلك المنطقة سقط في ميدان الشرف في الخامس من يونيو من العام نفسه .