تميزت مجريات الجلسة الثانية عشر من قضية الخليفة بمحكمة جنايات البليدة أمس بإنكار المتهمين من مسؤولين سابقين لمؤسسات و أجهزة عمومية لكل التهم الموجهة إليهم مع محاولة تبرير الأفعال المنسوبة إليهم. و تمت متابعة كل من لعريفي صالح المدير العام السابق للصندوق الوطني للتقاعد و بوسبعين رابح رئيس مدير عام سابق لمؤسسة ترقية السكن العائلي لولاية البليدة و شولاق محمد رئيس التعاضدية العامة لعمال البريد و الموصلات و زعموم زين الدين رئيس لجنة المراقبة لنفس التعاضدية و يحي يسلي مسؤول المراكز الطبية الاجتماعية لنفس التعاضدية بجنحة "الرشوة و استغلال النفوذ و تلقي مزايا". و استمعت هيئة المحكمة إلى المتهم لعريفي صالح المدير العام السابق للصندوق الوطني للتقاعد الذي انكر تدخله لصالح ابنه للنجاح في مسابقة اجراء تربص في منصب طيار بمؤسسة الخليفة للطيران مباشرة بعد ايداع الصندوق لمبلغ يقدر بنحو 1200 مليار سنتيم ببنك الخليفة. وتوقف رئيس الجلسة القاضي عنتر منور عند مسألة استفادة ابن المتهم من هذا المنصب بالرغم من أنه لا يحوز على شهادة البكالوريا، موضحا له ان "اعتماد شاب مستواه لا يتعدى الثالثة ثانوي كطيار امر غير معقول و لا يمكن أن يتم دون مقابل". و رد المتهم أن ابنه قام بعدة تربصات في المجال بالجزائر و استراليا وانجلترا و نجاحه في عمله لم يكن مرتبطا به ابدا، مؤكدا انه "لم يتدخل باي طريقة لقبول ملفه او لمساعدته في اجتياز المسابقة". كما أوضح انه لم يكن مسؤولا مباشرا عن ايداع اموال الصندوق بالبنك بل الأمر يخص مكتب مجلس الادارة و قد تم اخطار الوزارة الوصية لاحقا من قبل أمانة الصندوق بالأمر دون تلقي اي رد قبول او رفض للقرار. و أضاف انه لم يكن ملزما بانتظار رد الوزارة حول هذا القرار كون الصندوق الوطني للتقاعد له استقلالية مالية و يمثل شخصية معنوية. كما تراجع المتهم عن اقواله أمام قاضي التحقيق بان امضاء اتفاقية تحويل حسابات الصندوق من بريد الجزائر و الخزينة العمومية إلى بنك الخليفة كان مع المتهم عبد المومن خليفة شخصيا ليقول اثناء الجلسة انه تم بحضور شخصين من البنك لا يعرفهما. و في رده على شهادة سابقة للأمين العام السابق لوزارة العمل مفادها ان الوزارة لم تتلق اي تبليغ بخصوص تلك الاتفاقية قال المتهم ان هناك اطرافا عملت على اتلاف كل الوثائق التي تشير إلى مراسلة الصندوق الوطني للتقاعد للوزارة بهذا الشأن. بدوره نفى المتهم بوسبعين رابح رئيس مدير عام سابق لمؤسسة ترقية السكن العائلي لولاية البليدة التهم الموجهة إليه، موضحا ان المؤسسة قامت بإيداع 165 مليون دج ببنك الخليفة و لم تتمكن من استرجاع 118 مليون دج مع حل البنك. وقال أن ما يسمى امتيازات او رشاوي تلقاها بعد اتمام اتفاقية تحويل اموال المؤسسة إلى بنك الخليفة كان ضمن اتفاقيات بين الطرفين و شملت نصوصه على استفادة 20 موظفا من مؤسسته من قروض بنك الخليفة بدون فوائد. وأوضح أن استفادته الشخصية تمثلت في قرض بقيمة 87 مليون سنتيم اعتمد في اتمامه على الاجراءات الادارية اللازمة وهو ما وقف القاضي عنده بالرجوع إلى تلك الاجراءات التي كانت مخالفة للقانون كونه قام بتعديلها دون وجه حق و يمكن ان يفهم ذلك على انه امتياز تحصل عليه نظير ايداع اموال المؤسسة ببنك الخليفة. وتبين أن الاتفاقية ارسلت إليه من قبل مدير فرع البليدة لبنك الخليفة وقام هو بإدخال تعديلات عليها تخص نسبة الفوائد التي جعلها بنسبة 2 بالمائة بدلا من 3 بالمائة على أن يتم سداد القرض في ظرف ثلاث سنوات بدلا من سنتين كما جاء في نفس الوثيقة. و قال المتهم انه غير فعلا تلك الاتفاقية لاعتقاده بجواز ذلك و أرسل النسخ المعدلة إلى فرع بنك الخليفة بعد امضائه عليها. و أشار انه لم يقم بسداد دينه إلا بعد ان اطلع على نص مراسلة مصفي البنك في الجرائد يطالب المدينين بإرجاع المبالغ التي اخذوها من البنك و ذلك بداية سنة 2005. من جهته برر المتهم تشولاق محمد رئيس التعاضدية العامة لعمال البريد و الموصلات استغلاله بطاقة النقل المجاني على متن شركة الخليفة لعدة مرات بكونه تحصل عليها من طرف مدير صندوق ضمان التقاعد ( متهم متوفي) و ليس لكون التعاضدية قامت بإيداع مبلغ 80 مليون دج بوكالة القلب المقدس لبنك الخليفة. و اضاف ان مجلس ادارة التعاضدية هو من أقر بإيداع تلك الاموال و سحبها تدريجيا ببنك الخليفة بسبب نسب الفوائد المعتبرة التي اقترحت عليهم و المقدرة ب 12 بالمائة على امتداد 10 سنوات. كما تمت مسائلة المتهم زعموم زين الدين رئيس لجنة المراقبة للتعاضدية عن استفادته من مجانية بطاقة النقل على متن الخليفة للطيران و الذي استعملها لسفرية واحدة نحو فرنسا و التي قال بشأنها انها تندرج في إطار مهمة رسمية. و أكد المتهم انه لم يكن يملك اي صلاحيات للتفاوض بخصوص مسالة ايداع اموال التعاضدية ببنك الخليفة و انه كان يحضر اجتماعات مجلس ادارة التعاضدية بصفته مدعوا لا عضوا. كما استفاد المتهم يسلي يحيى بصفته مسؤول المراكز الطبية الاجتماعية للتعاضدية من بطاقة مجانية للنقل على متن خليفة للطيران وهو ما اعترف به أمام قاضي التحقيق خلاله سماعه و اكده خلال سماعه من قبل رئيس الجلسة دون أن يكون لذلك علاقة بإيداع أموال التعاضدية ببنك الخليفة. حنان. م