الشعب الصحراوي ينتظر موقفا أمريكيا جديدا، فقد قال ممثل جبهة «البوليساريو» في الأممالمتحدة «أحمد بوخاري» في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية "ننتظر من إدارة «أوباما» تصورا أمريكيا جديدا بخصوص مسألة الصحراء الغربية وسنرى إذا ما كان التغيير الذي تم التزم به الرئيس الأمريكي ضمن شعار "نعم نستطيع" سيخص أيضا الصحراء الغربية"، وهذا الموقف يؤكد مرة أخرى أن الشعب الصحراوي غير راض عن حالة الركود التي تعاني منها قضيته الوطنية. لعل أهم ما قاله «أحمد بوخاري»، وهو العارف بقضايا التفاوض مع المغرب، هو أن «البوليساريو» لم توافق على فكرة المبعوث الأممي «كريستوفر روس» إلا من باب التعاون، فالمفاوضات انطلقت بالفعل وقد جرت أربع جولات،واتفق الطرفان على عقد الخامسة، ومن هنا فإن فكرة عقد لقاء، أو لقاءات تمهيدية، تحضيرا للجولة الخامسة لا تبدو مجدية، وهذا التصور الذي تعبّر عنه «البوليساريو» اليوم إنما يؤكد حالة الإحباط السائدة بسبب التعنت المغربي. «البوليساريو» تتجه نحو القيام بعمل دبلوماسي نشيط من أجل إقناع الدول الكبرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، بضرورة إتباع سياسة أكثر إيجابية حيال قضية الصحراء الغربية، ويأتي هذا التحرك قبيل مناقشة مجلس الأمن لتقرير المبعوث الأممي، وهي مناسبة مهمة لاستكشاف مدى التغير الذي قد تأتي به إدارة «أوباما» بخصوص هذه القضية، لكن الأمر يتعدى الدعوة إلى التغيير، ف«البوليساريو» تشير الآن بوضوح إلى رفضها لأي ضغط مهما تكن الجهة التي يصدر عنها هذا الضغط. المشكلة في موقف الولاياتالمتحدة هو أنه يمكن أن يكون غطاء لتعطيل عملية التسوية، وفي الإدارة السابقة كان هناك توجه واضح في واشنطن إلى دعم مشروع الحكم الذاتي الذي يريد المغرب تمريره، وقد كان هذا الموقف سببا مباشرا في تجميد عملية التسوية، وهو الذي شجع الرباط على المضي قدما في القفز على الشرعية الدولية، وتغيير هذا الموقف أصبح من مفاتيح الحل.