قال الله تعالى "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسا إِلاَّ وُسْعَهَا"، لذلك قال العلماء إن الله لم يأمرك بشئ إلا وبإمكانك فعله، ولم ينهك عن شئ إلا و بإمكانك تركه، وهذا من عظيم رحمته، فهو لم يطلب منك ما فوق قدرتك، قال تعالى "مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ"، فهو الله أرحم الراحمين، وحين أمرك، أمرك بما فيه نفعك، وحين نهاك، نهاك عما فيه شقاؤك، أما ترى العصاة وهم يشتكون الأسى والألم، فلا تجد عاص لله مرتاح البال مطمئن النفس أبدا، بل تجده في غم ونكد، فلماذا تلقي بنفسك في بحور الغم والنكد وتبتعد عما فيه الراحة والسعادة في الدارين؛ في الدنيا والآخرة، أما قرأت قول ربك "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".