حمّل الدولي الجزائري «عنتر يحيى» مدافع بوخوم الألماني وسائل الإعلام المصرية مسؤولية الأزمة التي نشبت بين البلدين، عقب اللقاء الفاصل الذي أقيم بين المنتخبين الشقيقين بمدينة "أم درمان" السودانية، وانتهى بفوز "الخضر" بهدف وحيد أحرزه «يحيى». وقال يحيى في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية:"وسائل الإعلام المصرية لم تجد حلا واضحا تنسب إليه نكسة منتخبها، أو تبرر به أن منتخبها الذي كان في نظرها الأحق بتمثيل العرب في المونديال لأنه جيل فاز في 2006 و2008 بكأسي أمم إفريقيا، وهو جاهز وقادر على تمثيل العرب أحسن تمثيل"، وأضاف:" ولكن حين اصطدم بالخضر الذي يعد في الوقت الحالي أفضل من مصر بكثير، لم تتحمله وسائل الإعلام وراحت تتهجم على شعبنا، وعلى أي حال.. ردنا على المصريين كان فوق الميدان وليس في شاشات التلفزيون". وأشار «يحيى» إلى أن هدفه في المباراة الفاصلة جاء ثأرا من هدف أضاعه في المباراة القاهرة، إثر براعة كبيرة للحارس المصري «عصام الحضري»، وقال:" لهذا حينما كانت كرة «زياني» متوجهة نحوي في لقطة الهدف، فكرت في لحظة قصيرة من الزمن، عن الاتجاه الذي أسدد فيه الكرة، وهنا جاءت الفكرة سريعا، الزاوية 90، كما نقولها نحن الجزائريين "أين يسكن إبليس"، وأي حارس مهما كانت براعته وقوته وخبرته وحنكته يستحيل عليه صدها، والحمد لله جاء التوفيق من الله وسجلت هدفا تاريخيا سيبقى منقوشا في ذاكرتي وذاكرة الشعب الجزائري إلى الأبد". ونفى «يحيى» بشدة أن يكون قد أساء إلى المهاجم المصري «محمد زيدان»، ذاكرا أنهما كانا أصدقاء إلى وقت قريب، وقال:"«زيدان» كان إلى وقت قريب صديقا لي، وكنا نلتقي ونتجاذب أطراف الحديث بشكل عادي جدا، خاصة وأننا عرب ونلعب في بطولة ألمانية قوية، لكن لقاء الذهاب الذي جرى في الجزائر يوم 8 جوان الماضي، كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس في علاقتنا، فصار يتحاشى الحديث معي، ويتوعد بالرد في مصر". وأضاف:"«زيدان» دخل في الشوط الثاني من المباراة ولم ألعب أمامه سوى ربع ساعة فقط، بل في اللحظات التي لعبها لم أكن أنا مكلفا بمراقبته، بل كان إلى جانبه زميلي «بوقرة»، لأن «زيدان» كان يلعب على الجهة اليمنى. وفوق هذا، فقد خرجت من المباراة بداعي الإصابة، وتركت مكاني لزميلي «زاوي» الذي خلفني، وهنا أقول ل «زيدان» كلمة واحدة، عليك أن تعترف بالخسارة لأن المنتخب الوطني كانت أقوى منكم طيلة التصفيات، وأننا نستحق التأهل إلى المونديال، كما أطلب منه شيئا آخر، في شهر جوان المقبل عليه أن يبقى من خلف شاشة التلفزيون يتابع لقاءات المونديال، ويشاهد الجزائر لأنها سترحل إلى جوهانسبورغ لتشرف العرب إن شاء الله". لمحة تاريخية عن «يحيا»: «عنتر يحيى» لاعب كرة قدم جزائري ولد في 21 مارس 1982 بتولوز في فرنسا وهو من عائلة جزائرية أصلها من مدينة "سدراتة" بولاية سوق أهراس شرق الوطن عاش بها فترة قصيرة من طفولته قبل أن يعود إلى فرنسا. ويلعب «عنتر يحيى» حاليا لصالح نادي بوخوم الألماني وهو يعدّ من أبرز لاعبي المنتخب الوطني . مسيرته: في سن 14 انظم إلى المدرسة الداخلية لنادي سوشو الفرنسي، وبدأ «عنتر يحيى» مشواره الاحترافي بتوقيعه لعقد مع نادي باستيا الفرنسي بعد تجربة غير ناجحة في نادي أنتر ميلان الإيطالي دامت موسما واحدا. وبعد 4 مواسم ناجحة قضاها في بطولة الدرجة الأولى الفرنسي مع نادي باستيا، غادر النادي وانتقل إلى نادي نيس الفرنسي في 01 جويلية 2005 حيث شارك معه في العديد من المباريات في الموسم الأول "2005-2006"، لكن في الموسم الثاني "2006-2007" أصبح بديلا في أغلب المباريات بسبب قلة اعتماد المدرب الجديد للنادي «فريديريك أنتونيتّي» عليه، مما جعله يقرّر مغادرة النادي . ومع قدوم موسم الانتقالات الشتوية جانفي 2007 تلقى «عنتر يحيي» عرضين من ناديي ليدز يونايتد الإنجليزي وبوخوم الألماني، فأجرى تدريبات في كل من الناديين، لكنه في نهاية الأمر قرر اللعب في البطولة الألمانية فانتقل إلى نادي بوخوم على سبيل الإعارة من نادي نيس حتى نهاية الموسم "2006-2007". وفي 30 جانفي 2007 شارك في أول مباراة له في البطولة الألمانية مع ناديه الجديد أمام نادي بايرن ميونخ. وفي فترة قصيرة أصبح اللاعب مهما وله مكان أساسي في خط دفاع نادي بوخوم مما جعل النادي يقرّر الاحتفاظ به، فبعد انتهاء عقد الإعارة من نادي نيس انتقل «عنتر يحيى» رسميا إلى نادي بوخوم في 01 جويلية 2007 بصفقة قيمتها 800 ألف أورو ولمدة 5 سنوات، ومازال يلعب حاليا فيه. وقد شارك «عنتر يحيى» مرتين مع منتخب فرنسا تحت سن 18، لكنه قرّر اللعب لصالح المنتخب الوطني منتخبه الأصلي الأول وكانت أول مشاركة له مع منتخب الوطني الأول في 15 جانفي 2004، وشارك في كأس أمم إفريقيا 2004 والعديد من المباريات الرسمية والودية، فشارك في 39 مباراة مع المنتخب الوطني وكان أهمها المباراة التي حصلت مع المنتخب المصري بملعب المريخ في "أم درمان" في السودان والتي حجزت مقعدا للمنتخب الوطني بكأس العالم 2010 وكان الهدف الوحيد للمباراة بواسطة «عنتر» ومع هذا الهدف له يكون قد أحصى 6 أهداف في رصيده لصالح المنتخب الوطني . وهو لاعب يعتمد عليه «سعدان» وهو من أحد أعمدته سجل هدفا "100كلم/سا" سمي بالضربة القاضية دخل به التاريخ وأهل به المنتخب الوطني لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا.