من جهته، سيكون حجم التلوث البيئي الذي سيخلفه المونديال أكثر ب 9 مرات من ذلك الذي خلفه مونديال ألمانيا 2006 بسبب الرحلات الجوية الطويلة للمنتخبات والمشجعين على حد سواء. ومن المتوقع أن تكون حصة الأسد من حجم التلوث، وقدرها 85 بالمائة ناجمة عن الرحلات الجوية المتوجهة إلى جنوب إفريقيا، إضافة إلى الرحلات الجوية الداخلية التي ستنقل المنتخبات ال32 والمشجعين من مدينة إلى أخرى. وتعتبر جنوب إفريقيا بعيدة عن التمركز الأساسي لمشجعي كرة القدم في أوروبا وأميركا والذين سيضطرون للسفر آلاف الكيلومترات من أجل متابعة منتخباتهم في العرس الكروي الذي تحتضنه القارة السمراء لأول مرة. وقدر أحد المسؤولين في الأممالمتحدة أن يكون الحجم الإجمالي لانبعاث ثاني أوكسيد الكربون خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010 أكثر بمرتين من أولمبياد بكين 2008. وأضاف «ثيودور أوبن» المتحدث باسم برنامج الأممالمتحدة البيئي التقدير الذي نملكه حتى الآن هو أن الإنبعاثات التي ستحصل خلال هذه النسخة من كأس العالم ستكون بحجم 2.75 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون مقارنة مع 1.18 مليون طن في أولمبياد بكين. ومن المتوقع أن يسافر 400 ألف مشجع إلى جنوب إفريقيا من أجل متابعة كأس العالم وقد قدرت مسافة السفر الإجمالية للوصول إلى البلد المضيف ب7.1 مليون كلم. ويبدو أن مونديال جنوب إفريقيا 2010 سيخطف الأنظار بيئيا من بطولة العالم لسباقات فورمولا وان التي كانت الهدف الأساسي للناشطين البيئيين ما دفع القيمين على سباقات الفئة الأولى إلى إدخال تعديلات عدة لتخفيف حجم التلوث البيئي الذي تتسبب به هذه الرياضة. وتعتبر رياضة المحركات هدفا سهلا لناشطي البيئة، خصوصا أن السيارات المستعملة يوميا هي السبب الأساسي في المشاكل البيئية التي تؤثر على طبقة الأوزون وتسبب بارتفاع حرارة الأرض. وأصبحت المشاكل البيئية مسألة حيوية في الأجندات السياسية والاجتماعية وفكرة أن سيارة فورمولا وان تستهلك كما هائلا من الوقود خلال لفة واحدة جعل هذه الرياضة عرضة لانتقاد واسع، وتخفيض الاستهلاك في العامين المقبلين بحوالي 30 بالمائة عما عليه الوضع حاليا يعتبر خطوة هامة إلى الأمام لكن هل سيكون ذلك كافيا؟. ويترافق مع هذه البطولات والدورات ضررا كبيرا بالبيئة نظرا لاستعمال وسائل نقل متنوعة لانتقال من بلد إلى آخر وينطبق الأمر على الرياضيين ومشجعيهم، إلا أن التركيز ينصب على رياضة المحركات وفي الواجهة رياضة الفئة الأولى، إذ أن رياضتي كرة المضرب والغولف لن تكونا وبأي شكل من الإشكال مشكلة بيئية بالنسبة لناشطي البيئة الذين يرون في فورمولا وان مفتاحا أساسيا قد يساهم بحلول كبيرة بسبب الدعم الذي تحصل عليه هذه الرياضة من مصانع السيارات والشركات الأم. ويرى ناشطو البيئة أن أي تقنية جديدة تهدف في هذه الرياضة إلى تقليل الانبعاثات ستنسحب على المصنع الأم وعلى سيارات الإنتاج، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للعمل جنبا إلى جنب مع المصانع المشاركة في هذه الرياضة لكي يضمن مستقبل فورمولا وان. ويتشارك الاتحاد الدولي مع البيئيين حول أهمية علاقة رياضة الفئة الأولى مع المصانع الكبرى في ما يخص التكنولوجيا الجديدة التي يبدأ فيها العمل أولا في سيارات فورمولا وان قبل أن تتحول إلى سيارات الإنتاج، معتبرا أن التركيز على التكنولوجيا السليمة بيئيا في هذه الرياضة سيؤثر على سيارات الإنتاج التي ستستعملها بعد نجاحها.