منسوب الوقاحة في هذا الوطن الناحب على مواعيده "الانتحابية" المتوالية والمتوارثة، تجاوز كل مخزون أخلاقي يمكنه أن يحفظ لبقية من وطن ومواطن ملكيتهما ولو على "الشياع"، لبعض من أمال مقبورة، كشفت الأيام أنها ستظل حكرا على "رهط" متجدد، يختفي أحدهم فتفقس "فراخه" معلنة أنهم على "الرهط" سائرون ومسيرون، فالواقع الذي أفرزه مخاض "الترشح" الجماعي، حيث شعاب الأحزاب السياسية وخاصة ما تسمى الكبيرة منها، حبلت بكل غث و«سمين"، لتكون الواجهة القادمة للعروش والممالك المحلية، أن سيدي "القادر" أو "الغادر"، أورث تاجه وصولجانه وسيفه وحتى علمه لعمي عبدالقادر الذي قد يكون أي "قادر" منهم، وذلك في ترسيخ لدوام حال ومحال، لم يعد معه "الفوط" في عرف مواطن "تعسان" إلا عنوانا لعبث متجدد تشيعه صناديق ابتهال الانتخابية.. المحليات في طبعتها الجديدة، حيث طوابير الشركات "القادرة" من ملامح وتجاعيد معروفة، هي واجهة "لعاب" مائدة أسال أطماع القطط السمان، حيث الارتزاق من ترتيب القوائم على حساب المواطن في "السوق" الفوضوية الموازية، فتح الأبواب أمام تجار الفرض الانتخابية، وأول وأهول التجار في المعرض الوطني الانتخابي على مستواه و«مستهواه" المحلي، نواب وطنيون جاءوا من العدم ومن بقايا "الردم" الاجتماعي، ليكونوا أولا واجهة برلمان تشريعي، فقدوا فيه الكثير من المال و«الحياء"، لتأتي فرصة المحليات ويبدأ موسم التعويض عن الخسائر السابقة، وتفتح الدكاكين الانتخابية أبوابها، عارضة لمزايدة ومناقصة تجارية موضوعها فريسة سمينة، "رأسها " قائمتها بكذا وضلعها بكذا أقل من الأولى، أما فخذها فللأقربين، مع ترك هامش "الأمعاء" لبقية القوارض والزواحف المتعودة على استهلاك الدوارة من جسد قوائم انتخابية والتي تشكل مشهدا نهائيا بأننا على أعتاب هاوية حقيقية، لا تخفى عن أعين السلطة لكنها تقفز عليها، حينما تنفض يدها من مجالس محلية تعلم يقينا أنها "مفرخة" لبرلمانين ولوبيات وشركات "قادرة"، غير مبالية بأن حماية العباد قبل البلاد من "الدويلات" الموازية مسؤولية السلطة وليست مسؤولية كائن من كان.. برلماني من عوام و«هوام" القوم، بمنطقة داخلية، حيث الرعي و«الرغي" والنعي، على أشده هذه الأيام، تزامنا ومواسم "الخراج سيعود إلي"، ذلك البرلماني الذي لو أجريت انتخابات ذات شخص واحد بصوت واحد ومرشح واحد لخسر، لم يتردد في نشر مدرعاته العائلية على كافة العروش البلدية للسيطرة على "منابع" الرعي، فصاحبنا النائب أصله "راع" ومادامت السلطة لم تحص حتى الآن عدد المواشي ولم تنظم أسواق" الرعاة"، فإنه لا تداخل بين زرائب النائب غير المصرح بها وبين الوظيفة البرلمانية، وكما رعى صاحبنا في الصحراء، فإنه سينجح بلا شك في الرعي بالبرلمان وكذا بمناطق الكلأ الجديدة التي ستفتحها له محليات، أراد من خلالها أن يضع مدلله "الابن" نائبا أو ميرا فيها، والمشكلة في النائب إياه، وأمثاله ممن يدعون "الطهارة" والطهر كثر، أنه ليس وحده فالداء عام والرعي عام، ومادامت السلطة قد فتحت أبوابها، حتى لمحارب سابق في أفغانستان لكي يجلس جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف أمام وزير الداخلية، فإن المصالحة الوطنية وصلت لحدها الأقصى نجاحا، فهي "السبوعة" تتحول إلى ثعالب انتحابية وتصل لقبة التشريع وغدا ستنشئ لنا مخططات لمجالس محلية جديدة بالاستعانة بخبرة "عائد من كابول" داخل أسوار و«حصانة" أو "حمارة" البرلمان.. المحليات بوجهها البائس الذي فتح شهية الوطأ العام لواجهة "مواطن" تكالبت عليه الطحالب و«السحالب" الانتخابية، تدعو، تلك المحليات، لإعلان حالة من الاستنفار الرسمي لقطع الطريق أمام "موبقات" المراحل السابقة، فالسلطة التي تعلم أن ثلثي النواب الوطنيين، جاء بهم "ناتو" المال والصفقات والمحاباة، حري بها أن تنقذ هيئاتها القاعدية من منطق الأسواق الفوضوية الانتخابية التي شرعت أبوابها بعض الأحزاب ومنها الكبيرة لممارسة "البزنسس"، بعد أن أطلقت تلك الأحزاب، أيادي نواب تعلم يقينا من أي ممر ومن أي "دكان" اقتنوا عهدتهم البرلمانية، فالشعب لم ينتخب برلمانا، ولكنها أحزاب كبيرة انتخبت "تجارها" وسماسرتها بعد أن حصنتهم رسميا لتأمرهم بلم "الخراج" بعد أن أمطرت السماء موعدا انتخابيا جديدا.. في منطقة داخلية، حكوا لي عن محافظ يعاني من "إعاقة" سياسية حادة، كونه نزل سهوا ولهوا على منصبه، ذلك المحافظ، لم يتردد رفقة "سمراء" سوئه من الحلم بأن يكون "ميرا" على عاصمة ولاية، وبمنتهى الابتذال والتدني، صدق المسكين "عبطه" وتحرر من الحد الأدنى من الحياء و«الحياة" السياسية وقدم نفسه مرشحا عن مجلس عاصمة الولاية، رغم أن القاصي والداني يعلم بأن ذلك "المتمير" لا يمكنه حتى التحكم في هندامه الهارب منه، لكن زمن المسخ وزمن "الداب راكب مولاه" شجع حتى المعاقين ذهنيا على الترشح والحلم وهي حالة وصلتني عن "معاق" ذهنيا قدم ملف ترشحه لكي يجعل من "لبلاد" كاملة مستشفى مجانين.. غريب المحافظ "المتواضع" كما وكيفا، وغريب "عائد من كابول" وغريب "صاحب الزريبة".. وغريب الكثيرين أيضا، أن تلك الشلة عنوان مفتوح على واقع لا يخص منقطة بعينها ولكنه يخص الوطن كله، فأينما تحط رحالك تجد نفس الملامح ونفس التشوهات ونفس الزوائد الانتخابية تصنع الحدث والحديث، والمهم أن آخر الأخبار، أن محافظا في ولاية ما، وعد مواطنا "عقاريا" ومتمكنا جدا في إحداث معجزة "الماجور"، أي المتفوق الأوحد، بأن يمكنه من عضوية انتخابية في مجلس ما، والسبب ليس عقارا ولكنه أحلام عن طريق سيار يمكن أن يزيل تعب صاحبنا من السير بسيارة قديمة، خاصة أن المواطن العقاري له سوابق في الإغداق حتى بالسيارات، فبالله عليكم..هل نحن أمام إجراء انتخابات أم "جراء" الانتخابات التي تلهث لنهش ما تبقى من ماء وجه يحفظ للوطن والمواطن حياءه..يا جماعة رانا ماناش في "زريبة"، اتقوا الله في عباده فعبث "الأسواق " الانتخابية الفوضوية تجاوز كل معطوب وكل "مغلوب" على أمره..ترى أليس في نية السلطة أن تنظف شارعها الانتخابي من أسواقه الفوضوية؟