وجه رؤساء دول غربية التهاني إلى المسلمين لمناسبة عيد الفطر المبارك، وشددوا على القيم المشتركة التي تجمع البشر . واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن عيد الفطر السعيد يمثل الاحتفال بالقيم المشتركة التي تجمع البشر في إنسانيتهم، وتعزز التزامات الناس من جميع الأديان تجاه بعضهم بعضاً وخاصة أولئك المتأثرين بالفقر والصراع والمرض . وقال أوباما في بيان للإعراب وزوجته ميشيل عن "أحر التمنيات" بمناسبة عيد الفطر للمسلمين في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة والعالم إن شهر رمضان كان "وقتاً للصوم والتأمل والتجديد الروحي وخدمة الأقل حظاً" . وأكد أن "العيد يذكرنا في الولاياتالمتحدة أيضاً بالإنجازات والمساهمات العديدة للأمريكيين المسلمين في بناء نسيج أمتنا وتعزيز جوهر ديمقراطيتنا" . وأضاف أوباما أن "هذا هو السبب في أننا نقف مع معتنقي جميع الأديان هنا في الوطن وحول العالم لحماية وتعزيز حقوقهم في الازدهار" . وبعث الرئيس الألماني يوأخيم جاوك برسالة تهنئة للمسلمين في بلاده بمناسبة حلول عيد الفطر، وحث على التعايش السلمي بين أبناء العقائد المختلفة في ألمانيا . وقال جاوك: "نحن جميعاً في ألمانيا بعضنا من بعض حتى وإن كنا لا ننتمي لنفس الديانة ونحتفل بأعياد مختلفة" . وتابع القس البروتستانتي السابق: "إنها لقيمة عظيمة أننا نتعايش بشكل جيد في هذا البلد مع اختلاف معارفنا العقائدية وقناعاتنا" . أعرب جاوك عن سعادته "لأن أبواب الكثير من المساجد في رمضان لم تكن مفتوحة للمسلمين فقط لأنه كلما عرفنا أكثر عن بعضنا بعضا كلما كانت مقابلاتنا أكثر هدوءاً" . وأضاف جاوك: "ما أسهل إثارة الكراهية باسم الأديان، ومن ثم فيجب ألا نعرض رصيدنا القيم من التعايش السلمي للخطر" . واحتفلت الجالية الإسلامية في إسبانيا أمس الاثنين بحلول عيد الفطر مستهلة تلك الفرحة بتأدية صلاة العيد في المساجد التي امتلأت بالمصلين الذين تبادلوا التهاني وتقاسموا أجواء الفرح والابتهاج . ودعا خطباء المساجد في مدريد أبناء الجالية إلى تعزيز التلاحم والتكافل بين صفوف المسلمين والتمسك بقيم الإسلام العليا والإخاء والتسامح والتراحم مشددين على ضرورة نبذ أي خلاف والتصدي للتعصب الأعمى والطائفية ليكون المسلمون صفاً واحداً وقلباً واحداً في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بالمسلمين وبلادهم في الفترة الراهنة . ودعا الخطباء المصلين أيضاً إلى التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وإقامة شعائره وإلى زرع روح الورع والتقوى في نفوس أبنائهم وتعليمهم مبادئ الدين وقيادة خطواتهم الأولى لترسيخ قوائم بنيان إسلامي صحيح ينتج أفراداً صالحين . وأقامت المراكز الإسلامية في مختلف أنحاء البلاد احتفالات خاصة ونشرت أجواء البهجة المترافقة بتقديم أطباق الحلويات والنشاطات الخاصة بالأطفال ليتشبعوا بفرحة العيد وكأنهم في بلادهم وبين أشقائهم لاسيما أولئك الذين لم يستطيعوا السفر لبلدانهم لأسباب اقتصادية . ويتمتع المسلمون في إسبانيا البالغ عددهم نحو 732 .1 مليون شخص وفق دراسة حديثة أجراها اتحاد الجمعيات الإسلامية بحضور قوي في البلاد حيث يشكلون 6 .3 في المئة من العدد الإجمالي لسكان البلاد الذي يبلغ 1 .47 مليون شخص . وتشير الدراسة إلى ان منطقة (كاتالونيا) الشمالية الشرقية تحتض أكبر جالية إسلامية حيث يبلغ عددهم 465 ألف مسلم تليها منطقة (فالنسيا) ومن ثم (الأندلس) الجنوبية بنحو 276 ألف مسلم علماً أن (مليلية) التابعة للحكم الإسبانية تضم 42 ألف مسلم . وينقسم المسلمون في إسبانيا إلى شقين يشمل الأول المسلمين الأجانب البالغ عددهم 163 .1 مليون شخص ومعظمهم من المغرب العربي ويبلغ عددهم 797 ألف شخص يليهم المسلمون من الجزائر والسنغال وباكستان ونيجيريا . أما القسم الثاني فهم المسلمون الإسبان البالغ عددهم 568 ألفاً علما أن معظمهم من المسلمين المغتربين الحاصلين على الجنسية الإسبانية أو أبناء الجالية من الذين ولدوا هنا فيما يبلغ عدد الإسبان المعتنقين للإسلام 21 ألف شخص