أثار خبر وفاة الرجل الكولومبي بسبب إصابة دودة شريطية في أحشائه بالسرطان ضجةً كبيرةً في الأوساط الطبية العالمية، وفتح المجال واسعاً أمام دراسات كثيرة ستجرى مستقبلاً حول الطفرات الوراثية وعلاقتها ببعض الأمراض الخطيرة، كما فتح المجال لدراسة تفاعل بعض الأمراض كنقص المناعة والالتهابات مع الإصابة بمرض السرطان. وكانت قد ربطت العديد من الأبحاث بين وجود الالتهاب المزمن وبين أنواع من السرطان الذي يصيب أعضاء كالرئة، المريء، عنق الرحم، الجهاز الهضمي وغيرها. وقد وجدت دراسة لجامعة هارفارد أنّ عدداً كبيراً من المراهقين البدناء الذين يعانون من درجات من التهابات زادت عندهم مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم خلال مرحلة البلوغ بنسبة 63٪ مقارنةً مع أقرانهم النحفاء. وقد تكون العوامل المؤدية للالتهابات كالسمنة، العدوى المزمنة، المهيّجات الكيميائية هي ذاتها المرتبطة بخطر زيادة الإصابة بالسرطان. ويقول العلماء إنّه عندما تبدأ الخلايا المناعية بإنتاج الالتهاب، يضعف جهاز المناعة وقد يتدهور خالقاً بيئة مثلى لنمو الخلايا السرطانية. وفي خبر نشرته أخيراً مجلة "لايف ساينس" العلمية وفي أول سابقة من نوعها، توفي رجل كولومبي (41 عاماً) بسبب إصابة دودة داخل جسمه بالسرطان! ولدى فحص الرجل المتوفي، تبين أن سبب سرطان الرئة الذي قضى الرجل بسببه كان بسبب دودة شريطية، وبعد الفحص تبين أن الورم لم يكن من خلايا بشرية بل من دودة شريطة تطفلت على جسم الضحية. وتشير الصحيفة إلى أن هذه الحالة هي أول سابقة لمرض شخص ووفاته من خلايا سرطانية تولدت في جسم كائن طفيلي مثل الدودة، وكان الرجل يعاني من مرض نقص المناعة مما سهل نمو سرطان الدودة بحسب الباحثين الذين نشروا تقريراً عن هذه الحالة في صحيفة New England Journal of Medicine.