ربط زين عابدين تونس إصراره بأنه لن يغادر الرئاسة إلا عبر جنازة رسمية، بقشة تلبية الواجب الوطني، وذلك في خدمة منه لديمقراطية تونس العريقة التي قادت مهندسا بطالا إلى مستشفى المجانين لأنه فكر ذات جنون في الترشح ضد زين العابدين، فتجند أطباء تونس لإنقاذه من العقاب، بعدما أكدوا أن الشاب مصاب بلوثة عقلية والقلم كما نعرف مرفوع عن المعتوهين!ماذا سيتغير في واقعنا، لو أن حكامنا الميامين اعترفوا بأن سحر الكرسي لا يقاوم ولا مبطل له إلا القبر، فخلودهم الذي يفرضه الواجب وكثيرا ما يأتي تلبية لندائه، لا ينكره عليهم أحد، فهم من المحيط إلى الخليج خدام واجب، قد لا تفقهه الرعية الآن، لكن التاريخ كفيل بتعليل أنه من الجنون أن يتصرف الرعاع في صناعة بديل انتخابي، رغم أن القدر وفر لهم فخامة الزعيم والقائد الذي استثمرت الأجهزة في طبخه نصف قرن، لتأتي هاته الديمقراطية الملعونة وباسمها يراد لزين العابدين وغيره من ''الزينين'' أن ينسجب ويترك مكانه شاغرا لمغامر هاوي يفرزه صندوق غبي باسم ديمقراطية التداول··الأقنع والأسهل لحكامنا، أن يستعيروا من تكنولوجيا الاتصالات مصطلح ''تعبئة'' بطاقة الواجب بدلا من نكتة تلبية الواجب كما ممضوغ منذ عهد جد